باب الرهن
باب الرهن
  وسألته عن الرهن هل يغلق؟
  فقال: لا يغلق الرهن، كذلك روي عن رسول الله(١) ÷ أنه قال: «لا يغلق الرهن، للمرتهن غنمه وعليه غرمه»، وهذا أصح ما جاء عندنا في الرهن، وأحب الأقاويل إلينا.
  قلت: فما معنى قوله: «للمرتهن غنمه وعليه غرمه»؟
  قال: أراد بذلك أن الراهن والمرتهن يترادان الفضل بينهما إذا ضاع الرهن.
  قلت: بين لي ذلك حتى أفهمه.
  قال: نعم إن شاء الله، لو أن رجلاً رهن ثوباً يساوي ديناراً بنصف دينارٍ فضاع الرهن أوجبنا على المرتهن أن يرد فضل ثمن الرهن، وكذلك لو أن الرجل رهن الثوب بدينارٍ وهو يساوي نصف دينار فضاع الرهن أوجبنا على الراهن أن يرد على المرتهن فضل ما بقي له على الراهن.
  قلت: فإن أهل العراق مثل أبي حنيفة وأصحابه وغيرهم من الفقهاء قد قالوا: ذهبت الرهان بما فيها، ورووا في ذلك روايات، وأسقطوا هذا الخبر الذي جاء في أن الراهن والمرتهن يترادان الفضل؟
  قال: وكيف يسقطونه وقد أجمعوا عليه جميعاً.
  قلت: وكيف أجمعوا عليه؟
  قال: ألا ترى أنهم قالوا جميعاً: لو أن رجلاً رهن ثوباً يساوي ديناراً بدينارين فضاع، أن المرتهن يرجع على الراهن بما بقي له من فضل قيمة الرهن.
  قلت: بلى، قد قالوا جميعاً بذلك.
  قال: أفلا ترى أنهم قد أوجبوا ما قلنا من أن الراهن والمرتهن يترادان الفضل لما
(١) في نسخة (٥): كذلك روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال.