المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[المقدمة]

صفحة 46 - الجزء 1

  وكذلك أيضاً ما أعطاه عمه العباس وِقْرَهُ من التِّبر، ولم يعط غيره كما أعطاه، وكذلك أيضاً إعطاؤه عيينة بن حصن الفزاري ما لم يعط غيره في وقته ذلك، وفي ذلك يقول عباس بن مرداس السلمي يعتب على النبي ÷:

  أيؤخذ نهبي ونهب العبيد ... ويعطى عيينة والأقرع

  وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع

  فهذا تصحيح لفعله وعلمه بمصالح الإسلام.

  والشهود له على قوله⁣(⁣١) وعدالته وأنه يصلح للإمامة؛ فعدول معروفون بالعدالة خيار أهل بيت رسول الله ÷، فمنهم عمه محمد بن القاسم بن إبراهيم شهد له بذلك، وشهدنا على شهادته، وكذلك عمه الحسن بن القاسم شهد له أنه الإمام وشهدنا على شهادته، وسمعته يقول: اللهم أشهدك أني قد جعلت يحيى بن الحسين الحجة فيما بيني وبينك، وكذلك أيضاً عمه سليمان بن القاسم شهد له بالإمامة، وكذلك جعفر بن الصوفي العمري من علماء آل رسول الله حثنا على الخروج إليه وشهد له بذلك، وكذلك أحمد بن محمد العباسي العلوي شهد له بالإمامة، وشهدنا على شهادته، وكذلك أخوه عبدالله بن الحسين البارع في العلم، الناظر في جميع الفقه، والعالم بمعاني الأئمة، شهد له بالإمامة، وشهدنا على شهادته بذلك، وكذلك جميع من شاهدنا من بني أعمامه: محمد والحسن وسليمان شهدوا له بالإمامة؛ سمعت القاسم بن محمد بن القاسم يقول: ما أعرف في عصرنا هذا أحداً يصلح للإمامة إلا يحيى بن الحسين، وما أعرف أحداً أفضل منه، وكذلك أيضاً سمعت أخاه إبراهيم بن محمد يقول كذلك، وسمعت أيضاً إبراهيم بن الحسن بن القاسم، ومحمد بن الحسن يقولان: يحيى بن الحسين الإمام في هذا العصر.

  فهؤلاء عدول أهل بيت محمد المعروفون بالفضل والورع شهدوا له بالإمامة،


(١) فعله. نسخة (٥).