المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[المقدمة]

صفحة 47 - الجزء 1

  وكذلك المهاجرون الذين هاجروا إليه من أقاصي البلاد، من خراسان وطبرستان والشام والعراق واليمن وأقاصي البلاد لما سمعوا بذكره وعدله، وإنما قصدوه لعلمهم بكتاب الله، وما تواتر إليهم من معرفة أفاعيل الأئمة، منهم حملة القرآن، والنظار والفقهاء؛ فشهدوا له بذلك عند مثافنتهم⁣(⁣١) له، وإنما شهد له جميع من ذكرنا لمعنى جعله الله فيه وَبَّينَه لهم، ولولا ذلك ما شَهِد له هؤلاء العدول من آل الرسول وغيرهم من المهاجرين الذين لا يميلون ولا يشهدون إلا بحقائق الصدق.

  فهذا مما يؤكد له الإمامة؛ إذ كانت الشهادة له بذلك دون غيره في هذا العصر، ولم نجد أحداً⁣(⁣٢) في هذا العصر يشهد له بمثل هذه الشهادة لا أنت ولا غيرك، فافهم ذلك.

  فمن دفع ما قلنا أو نابذ ما شرحنا مما وكده الكتاب وشواهد العقول والإجماع لم يلتفت إلى قوله؛ لأنه مكابر تارك للتمييز بما ركب الله فيه من العقل، فافهم ذلك وميزه بعقلك يتبين لك فيه ما أردت من بيان الإمامة وثباتها في يحيى بن الحسين ¥، وهذا الذي بينا وشرحنا مما وفق الله فيه هو الذي حدانا على القصد له والقول بإمامته والمسألة له عن جميع ما يحتاج إليه من معرفة ربنا، وإثبات نبيئنا، ومعرفة الحلال والحرام.


(١) ثافن الرجل: لازمه حتى عرف باطنه. (وسيط).

(٢) في نسخة (٥): ولم نجد في هذا العصر أحداً.