باب الصباغ
باب الصباغ
  وسألته عن رجل دفع إلى صباغ ثوباً يصبغه له أحمر، فصبغه أسود وقد شارط على أجره؟
  قال: إن أحب صاحبه أن يأخذه أخذه، وإن أحب أخذ قيمته [أبيض](١).
  قلت: فإن كان صاحب الثوب لم يشارط الصباغ على الثوب ولم يعرف كراه، وإنما دفعه إليه، فقال: اصبغ لي ثوبي هذا، فإذا فرغت منه دفعت إليك كراه، فصبغ الثوب غير اللون الذي قال له، ما يجب في ذلك؟
  قال: وكذلك يكون ضامناً، وليس ترك المشارطة في الكرى مما يبطل عنه الضمان.
  قلت: فإنه لما دفع إليه الثوب وشارطه على الأجرة، نقب بيت الصباغ فأخذ الثوب وحده ولم يؤخذ شيء غيره؟
  قال: وكذلك يكون ضامناً، ولا ينظر إلى نقب البيت.
  قلت: وكذلك لو أخذ الثوب وكل ما في بيت الصباغ؟
  قال: وكذلك أيضاً يكون ضامناً وهو أوكد لضمانه.
  وسألته عن رجل دفع إلى الصباغ ثوباً يصبغه له لون كذا وكذا بدرهم، فصبغه الصباغ ذلك اللون أشبع مما قال له صاحب الثوب صبغاً يساوي ثلاثة دراهم، فقال صاحب الثوب: أمرتك بدرهم فتعديت وعملت بثلاثة؟
  قال: الصباغ متبرع، وليس على صاحب الثوب في زيادة الصبغ شيء، إلا أن يكون صاحب الثوب قال للصباغ: اصبغ لي لون كذا وكذا بدرهم، وكان اللون الذي وصفه صاحب الثوب لا يصبغ مثله بدرهم، فإذا صبغ الصباغ ذلك اللون الذي وصفه صاحب الثوب كان عليه قيمة الصبغ، ولم يلتفت إلى قوله: بدرهم.
(١) زيادة من نسخة المدينة.