في رجل اغتصب نخلة صغيرة فغرسها في أرضه فأثمرت واخذ ثمرها
  قال: لا يرتجع بقيمته؛ لأنه قد علم وقت ما اشتراه أنه غصب، فأحدث فيه بعد علمه صبغاً، فلم يجب له قيمة الصبغ الذي استحقه ولا على الغاصب؛ لأنه لم يغره لما علم أنه غصب، وإن كان لم يعلم وقت ما اشتراه أنه غصب ثم استحق رجع المشتري على البائع بقيمته وقيمة الصبغ؛ لأنه غره.
  قلت: فيأخذ المستحق الثوب مصبوغاً مسلماً وقد زاد في ثمنه مثله؟
  قال: نعم؛ لأن الصبغ لا يستدرك قلعه.
  قلت: فإن المشتري قال: إنما(١) أغسل صبغي؟
  قال: لا يجب له ذلك؛ لأنه ضرر على الثوب.
باب اغتصاب الخشبة
  قلت: فإن رجلاً اغتصب خشبةً ثم بنى عليها سقفاً، وبنى فوق السقف علواً، ثم دخل صاحب الخشبة المنزل فعرفها وأثبت عليها واستحقها، فقال المستحق: اقلع خشبتي، وفي قلعها فساد العلو وسقف السفل؟
  قال: لا يلتفت إلى ما في ذلك من الفساد على الغاصب، ويأخذ المستحق خشبته، وقد قال غيرنا بغير ذلك، ولم يلتفت إلى قوله.
  قلت: فإنه بنى العلو غير الغاصب؟
  قال: إن كان الباني غير الغاصب وعلم أن الخشبة مغصوبة قلعها صاحبها، وإن كان لم يعلم أنها مغصوبة قلعها صاحبها أيضاً ورجع الباني للعلو على المغتصب الذي غره بقيمة ما فسد من بنائه.
في رجل اغتصب نخلة صغيرة فغرسها في أرضه فأثمرت واخذ ثمرها
  وسألته عن رجل قلع نخلة صغيرة من أرض رجل، فغرسها في أرضه فنبتت وكبرت حتى أثمرت وأكل الرجل ثمرها سنين، ثم استحقها صاحبها؟
(١) أنا. نخ (٥).