باب القول في الديات
  الكينونة مع أمه يتزوج مثل أخته أو عمته أو ما أشبه ذلك من المحارم التي حرم الله، فأي فساد في الأرض أعظم من هذا؟ فافهم ما قلنا فإن فيه كفاية لمن نظر وتدبر.
  والسادس: قتل الفئة الباغية من المسلمين إذا بغت وتعدت على المؤمنين، كما أمر الله سبحانه بقتلها، وذلك قوله سبحانه: {وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ}[الحجرات: ٩]، وهم الذين يدعون ما ليس لهم، ويتأولون بزعمهم أنهم أئمة، ويعطلون الأحكام ويعصون الرحمن، وهم الذين قال الله ø فيهم: {قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ١٢٣}[التوبة]، فأمر بقتال من لم يحكم بحكمه ويأمر بأمره وذلك قوله تبارك وتعالى: {فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ}[التوبة: ١٢]، وأما قوله: {قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم}[التوبة: ١٢٣]، فمعناها: بينكم الذين هم أضر من غيرهم عليكم، كذلك حروف الصفات يعاقب بعضها بعضاً، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  شربن بماء البحر ثم ترفعت ... لدى لجج خضر لهن نئيج
  قال: ترفعت لدى لجج وإنما أراد على لجج خضر، وإنما يصف السحاب ويذكر أنها ترفعت فوق لجج البحار.
  والسابع: فهو ما حكم الله به من قتل قطاع طريق المسلمين المحاربين في ذلك لله ولرسوله وللمؤمنين إذا أخذوا أموالهم وقتلوا فيهم، وذلك قول الله سبحانه: {إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ}[المائدة: ٣٣].
  والثامن: فهو قتل من قتل مؤمناً متعمداً ففي حكم الله أن يقتل به، وذلك قول الله سبحانه: {ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ}[المائدة: ٤٥].