باب تسمية أوقات الصلوات في كتاب الله وعددها
  قال: الذي صح لنا عن رسول الله ÷ فهذا، وهو مثنى مثنى، وهم قد أجمعوا على أَنَّ الأذان مثنى مثنى، ورووه عن النبي ÷ فتركوا قولهم بالتكرير في التكبير عند روايتهم أنه مثنى مثنى؛ لأنه إذا قال: الله أكبر، الله أكبر، فهو مثنى، وصح الخبر، فإذا زادوا أكثر من ذلك أبطلوا الخبر، وأتوا في الأذان بما ليس فيه.
  وأما حَيَّ على خيرِ العملِ فلم تزل في عهد الرسول ÷ حتى قبضه الله، وفي عهد أبي بكر حتى مات، وإنما تركها عمر وأمر بذلك، فقيل له: لِمَ تركتها؟ فقال: لئلا يَتَّكِل الناس عليها ويتركوا الجهاد!
باب تسمية أوقات الصلوات في كتاب الله وعددها
  وسألته عن الخمس الصلوات وأوقاتها، من أين نجده حتى نعلم أن الخمس واجبة علينا يقيناً، وأوقاتها معروفة.
  فقال: الخمس الصلوات وأوقاتها فموجودة في كتاب الله ø نصاً، ومن شاهد العقول حجة، ومن إجماع العالم، فكل ذلك مما يؤكدها.
  فقلت: فأخبرني، فأين هي في كتاب الله؟
  فقال: قول الله: {مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ}[النور: ٥٩]، فنص في هذه الآية ثلاث صلوات بأسمائها وأوقاتها، ثم قال: {وَٱلۡعَصۡرِ ١}[العصر]، فنصها باسمها.
  ثم قال: {أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ}[الإسراء: ٧٨]، فكرر صلاة الظهر، وهي عند دلوك الشمس، ودلوكها فهو زوالها.
  وقوله: {إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ}، وغسق الليل فهو غروب الشمس ودخول الليل وهي المغرب، وأما قوله: {إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ} أراد عند غسق الليل؛ لأن هذه حروف الصفات، وهي يقوم بعضها مقام بعض، وقوله: {إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ} فإنما أراد عند غسق الليل فهو المغرب، فهذه خمس صلوات، وأوقاتها منصوصات معروفات في الكتاب.