كتاب الرضاع
  وله # أيضاً:
كتاب الرضاع
  
  قال يحيى بن الحسين ~: قال الله تبارك وتعالى: {حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمۡ أُمَّهَٰتُكُمۡ وَبَنَاتُكُمۡ وَأَخَوَٰتُكُمۡ وَعَمَّٰتُكُمۡ وَخَٰلَٰتُكُمۡ وَبَنَاتُ ٱلۡأَخِ وَبَنَاتُ ٱلۡأُخۡتِ وَأُمَّهَٰتُكُمُ ٱلَّٰتِيٓ أَرۡضَعۡنَكُمۡ وَأَخَوَٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَٰعَةِ وَأُمَّهَٰتُ نِسَآئِكُمۡ وَرَبَٰٓئِبُكُمُ ٱلَّٰتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱلَّٰتِي دَخَلۡتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمۡ تَكُونُواْ دَخَلۡتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ وَحَلَٰٓئِلُ أَبۡنَآئِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنۡ أَصۡلَٰبِكُمۡ وَأَن تَجۡمَعُواْ بَيۡنَ ٱلۡأُخۡتَيۡنِ إِلَّا مَا قَدۡ سَلَفَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٢٣}[النساء]، فحرم الله تبارك وتعالى الأم من الرضاعة والأخت من الرضاعة، ولم يذكر غيرهما، ثم جاءت أخبار كثيرة عن الرسول ÷ نقلها الثقات الذين لا يطعن عليهم من آل الرسول ÷؛ من ذلك ما رووا عن الرسول ÷ من قوله: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب».
  ومن ذلك ما روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب | أنه قال: يا رسول الله أراك تتوق إلى نساء قريش فهل لك في ابنة حمزة بن عبد المطلب أجمل فتاة في قريش، فقال: «يا علي أما علمت أنها ابنة أخي من الرضاعة، وأن الله حرم من الرضاعة ما حرم من النسب».
  قال يحيى بن الحسين ~: فهذه أخبار قد جاءت نقلها الثقات فلا نرى ولا نحب لأحد أن يدخل في نكاح شيء قارب الرضاع؛ لما دخل فيه من الشبهة واللبسة بهذه الأخبار، والوقوف عند الشبهة وعنها أحب إلينا من الإقدام عليها والدخول فيها، وفي غيرها متفسح، وإلى سواهن لمن عقل مفتلح(١) عن الوقوع فيما
(١) لم تتضح هذه الكلمة في المخطوطة، وهذا أقرب ما يمكن حملها عليه.