مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[بيان معنى الأنهضية]

صفحة 162 - الجزء 1

  الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} فرد عليهم هذا بقوله {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ}⁣[البقرة: ٢٤٧]، فعرفت أنه لا تأثير للمال مع أنه مع الظلمة والكفار أكثر.

  وليست أيضاً ميل الأكثر إليه لا سيما المعاندين، ولا رغوب القلوب ومحبة الدفع إليه، لأن الله تعالى يقول {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}⁣[المؤمنون: ٧١]، ويقول {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}⁣[يوسف]، {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٠}⁣[المؤمنون].

  وأيضاً فإن أتباع الظلمة والكفار أكثر من أتباع الأئمة كما قال {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا}⁣[سبأ: ٣٥]، وقولهم {وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ١١١}⁣[الشعراء]، وغير ذلك كثير.

  بل النهوض ملَكَة نفسية يتمكن معها من إجراء أحكام الله تعالى على وجه الحكمة والصواب.

  قلنا: ملكة نفسية، لأن ما في الخارج من وجود المال والأتباع والعَدَد والعُدَد ليس بنهوض، لأنه وصف غير راجع إلى ذات الشخص، بل هو مساعدة مال، وقد تفقد مع المحقين أكثر من المبطلين ابتلاءً من الله تعالى واختباراً.

  ولأن المحق الكامل قد قام بما أمره الله تعالى به، وتحتم على الكل نصرته وطاعته، سواء وجدت معه الأموال ونحوها أم لا.

  وقلنا: يتمكن معها من إجراء أحكام الله تعالى إشارة إلى أن المعتبر الإمكان لا الوقوع، كما قالوا في الاجتهاد، ولأن الوقوع قد يوجد ما يصد عنه، مثل أن يحال بينه وبين إمضاء أحكام الله تعالى، مع كونه محكوماً بأنه أنهض، كما وقع مع الوصي # وغيره من الأئمة $، لما حال المتغلبون بينهم وبين إمضاء أحكام الله تعالى ولم يعد قادحاً في أنهضيتهم.

  وقلنا: على وجه الحكمة: احترازاً من أن تكون المصلحة تقتضي تأخير جهاد أو