مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الرد على المعترض في أخذ الزكاة]

صفحة 183 - الجزء 1

  على سيد ولد عدنان لأن الله تعالى يقول {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}⁣[التوبة: ١٠٣]، والنبي ÷ يقول «من أخرجها إلينا طيبة بها نفسه وإلا أخذناها وشطراً من ماله، عزمة من عزمات ربنا».

  ولأن الصحابة أجمعوا وفيهم أمير المؤمنين # على كفر من أنكر ولايتها إلى الإمام، وحاربوهم وقتلوهم وسبوا نساءهم، وقال أبو بكر على رأس المنبر: والله لو منعوني عقالاً - أو قال عناقاً - مما كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه، فأقره الصحابة وأجمعوا على قوله، ومنهم الوصي # وسموا المانعين أهل الردة.

  ثم أخبرْني أي إمام لم يطالب بالواجبات إليه، ومن ذا الذي يلتفت إليه إن أهملها، لا سيما في هذا الزمان الذي بخلوا فيه بحقوق الله فرضاً عن خالص المال، وقصة الوصي # مع الأيتام مشهورة، وذلك أنه كان بيده مال لأيتام فلما بلغوا طلبوا حقهم فسلمه إليهم فقالوا: يا أمير المؤمنين إنه ناقص عما كان عليه، فقال (احسبوه فإنه لم يخرج منه إلا الزكاة للأعوام الماضية قد أخذناها)، وأفعال الأئمة في ذلك ظاهرة مثل الشمس ما عليها غطاء.

  وإن أردت بقولك: كيف أخذه الزكاة؟ أن الإمام يأكلها، فالعذر أقبح، وما أجرأك على الله ورسوله وإمام المسلمين، ومن أين علمت ذلك؟ وما الذي أوصلك إلى ما هنالك؟ فقد اقترفت عظيم البهتان، وسببت الإمام وتجاريت على الرحمن، واتبعت غير سبيل أهل الإيمان، وكيف تنسب إلى الإمام ذلك وهو رأس أهل الإيمان، المنزه عن كل شنآن، فلقد حل بك ما أطغاك من وساوس الشيطان.

  فإن قلت: نرى الزكاة تدخل بيته بالعيان.

  قيل لك: وإن كان كذلك فإليه ولايتها وقبضها وتصريفها على حسبما يراه، ولا يلزم استحضارك وأمثالك لتنظروا كيف يفعل، بل أنتم بمعزل عن ذلك الشأن، فتبين بحمد الله انقطاع المعترض، واجترائه على الله ورسوله وأئمة المسلمين،