مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[حول مسألة الإرجاء]

صفحة 229 - الجزء 1

  يحمل على التأدب، وأن المعنى: إنك لو شئت أن تعذب ولا تقبل التوبة، أو تعذب على الصغيرة لكان عدلاً، لأن ذلك من الله تفضل⁣(⁣١)، وهو معنى كون العبد تحت المشيئة لكنك لم تشأ ذلك بما وعدت، مع أن لزين العابدين # من التصريح ما هو مشهور مثل قوله: فالويل الدائم لمن جنح عنك، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك، والشقاء الأشقى لمن اغتر بك، ما أكثر تصرفه في عذلبك، وما أطول تردده في عقابك، وما أبعد غايته من الفرج، وما أقنطه عن سهولة المخرج.

  ومثل حديث: «من قرأ قل هو الله أحد ... إلخ»، مع كونه ظنياً لا يعمل به في مسائل الأصول إلا مؤيداً لغيره من القواطع يمكن تأويله، بأن المعنى من رآه في رفاقته من أهل الكبائر أخرجه عن مرافقته في حال الجواز على الصراط عند الإطلاع على النار، لأنه في سياقه والمقصود الطريق الموصلة إلى الجنة.

  وقوله: «بذنب غير شرك»؛ لأن المشرك لا يطمع في مرافقته من أول وهله.

  ويؤيد هذا التأويل قوله تعالى {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}⁣[الحديد: ١٣]، ونحو ذلك من التأويلات التي هي أولى من الرد.

  ولأنه لو صح الحديث وكان على ظاهره لكان دليلاً على الخروج من النار لا على ما ذكره السائل ولا قائل به⁣(⁣٢).

  وإن ورد ما لا يمكن تأويله وجب رده كما هي القاعدة المقررة في الأصول، ولا يقدح ذلك في ناقله ولا في كتابه.

  أما ناقله: فالخطأ والنسيان والوهم تجوز على البشر، وإنما هو ناقل روى ما


(١) هذا بناء على أن قبول التوبة تفضل وفيه نزاع بين أهل الكلام كما حقق في محله من الأصول، واللّه ولي التوفيق. تمت عن الإمام الحجة مجد الدين المؤيدي أيده اللّه تعالى.

(٢) أي ممن حكى السائل عنهم الخلاف. تمت.