[حول بيان المذهب والتخاريج]
  تواطؤهم على الكذب، لا يجهله إلا مغرب أو متعصب.
  لكن هذا الإمام العظيم لما عرف الخاصة والعامة من أهل البيت $ وأتباعهم ¤ عظم شأنه، وارتقاء مكانه، وحِلاَّقه في جو التحقيق، ورواؤه عن أهل بيته من النمير الرحيق، وجمعه بين صحة الرواية وقوة الدراية، مع التنوير والهداية، في البداية والنهاية.
  كيف وقد نص جده الصادق الأمين ﷺ وعلى عترته الميامين على أن الله تعالى يحيي به الدين.
  ثم إن رواياته عن أهله، وعن أبيه وجده، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه، وله المنة العظمى على أهل اليمن، بإنقاذهم من أيدي الشرك والغواية، والسلوك بهم في طرق الهداية.
  ثم إن مذهبه أحوط المذاهب بالإجماع، الشاهد له الكتاب العزيز، مثل قوله تعالى {فَبَشِّرْ عِبَادِ ١٧ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٨}[الزمر].
  صار(١) الأئمة والمجتهدون، والعلماء والمحققون، خادمين لمذهبه الشريف، مؤلفين فيه، منقح التأليف رواية ودراية، وتحصيلاً وتفريعاً، وتخريجاً وقياساً وتعليلاً، فيقال: صنف فلان، ألَّف فلان على مذهب الهادي #، ويقال تحصيلاً للمذهب وتخريجاً لمذهب الهادي #، حتى سموا الكل كتب أهل المذهب، والمراد بذلك كتب الأئمة والعلماء الخادمين لمذهب الهادي، والراوين له، والمجتهدين فيه، حتى بلغت كتب أهل المذهب إلى الغاية القصوى في الكثرة والتحقيق، والتنقير والتدقيق، لأنهم نزلوا كلامه # بمنزلة الدليل.
(١) جواب لما.