مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[حول بيان المذهب والتخاريج]

صفحة 244 - الجزء 1

  حتى قال المؤيد بالله #: كنا نهاب نصوص يحيى # كما نهاب نصوص القرآن.

  وعند الحقيقة هو مذهب أهل البيت المتقدمين عموماً، ولهذا قال الهادي أو القاسم $: أدركت مشيخة آل محمد $ لا يختلفون، وكان يتتبع ما صح عن الإمام زيد بن علي #.

  وقال المؤيد بالله: ما لم أنص عليه لمذهبي فمذهبي فيه كمذهب الهادي #، وكذلك للمنصور بالله قول قريب من هذا، وغيرهما من الأئمة إلى زمانك هذا، فقد نص الجم الغفير منهم على منع الحكم والفتوى بغير المذهب الشريف، إلا ما لهم فيه اختيار، والذي فيه الاختيار هي مسائل قليلة منحصرة مع أنها داخلة في السفينة، ما ذاك إلا أنهم يختارونه ويقررونه ويرجحونه على ما سواه.

  كيف وقد اعتورته الأقلام، ورجحته أنظار النقاد الأعلام، في كل عصر من العصور، فمدعي تواتره غير آتٍ بالبعيد.

  حتى أن أهل المذهب الكبار: مثل المؤيد بالله، وأبي طالب، وأبي العباس، والقاضي زيد، وأولاد الهادي، والإمام المهدي أحمد بن يحيى، والمنصور بالله، والإمام يحيى، والأمير الحسين، وغيرهم من الأئمة والعلماء، من أهل اليمن، وأهل الجيل والديلم، وضعوا الكثير الطيب في ذلك، وحافظوا على الروايات والأسانيد كل كتاب إلى مؤلفه من المتقدمين والمتأخرين، وقالوا إن المذهب لا يخرج عن قول السيدين المؤيد بالله وأبي طالب، وإن اختلفا فمن معه القاضي زيد بن محمد الكلاَّري الجيلي صاحب الشرح، فكيف يقال هو قول لا قائل به، وقد تبعهم الجم الغفير من أئمة الآل، وعلماء الزيدية، بل هو المشهور المعلوم أكثر وأعظم من غيره من المذاهب.

  ولولا أنه لا يجوز للعالم العمل بمذهب غيره بعد الاجتهاد لما خالفوا مذهب الهادي # في مسألة من المسائل، لإقرار الكل بفضيلته وسبقه، وقوة