[حول بيان المذهب والتخاريج]
  نظره وأخذه الحكم من محظّه، وقد فعل هكذا أتباع الفقهاء الأربعة واجتهدوا لمذاهبهم وخرجوا وفرعوا، وقاسوا حتى منع بعضهم عمل المجتهد بمذهب نفسه، بل يقلد إمامه ولم يحصل عليهم من الاستنكار والتطليح، كما حصل على هذا المذهب الشريف، صانه الله عن التحريف، فهو السلسلة الذهبية، والموهبة الربانية، فليس الحال إلا كما قيل:
  لهوى النفوس سريرة لا تعلم ... كم حار فيها عالم متكلم
  فإن قلت: قد شفيت وأوضحت، فأبن لي كيف ساغ العدول عن مذهب يحيى # إلى التخريج ونحوه؟ وما حكم هذه التذاهيب الواقعة في كتب المذهب المعلومة بالنقطة ونحوها؟.
  قلت: إني إنما قدمت لك هذه المادة ليكون على ذُكر منك قول القائل:
  لا يستزلك أقوام بأقوال ... ملفقات حريات بإبطال
  إن شئت نيل الهدى فالزم طريقتهم ... فالآل آلٌ وغير الآل كالال
  وأما ما سألت عنه: فاعلم أن المسائل المدونة في كتب أهل المذهب غالبها وأعمها وأغلبها هي نصوص يحيى #، فالحاكي لها من إمام أو عالم راوٍ لها، وهي تقبل الرواية عن الميت والغائب إن كملت شروط صحتها التي هي العدالة والضبط.
  ورواة المذهب بالدرجة العليا من ذلك الاشتراط، بل قالوا إن شروط الهادي والمؤيد بالله أعلى من شروط البخاري، وآخرهم سيدنا العلامة الورع حسن بن أحمد الشبيبي ¦، أقر له الموالف والمخالف بالورع، وقوة الإستخراج والنظر والتثبت، حتى قال بعض مجتهدي عصره وهو يقري في شمائل النبي ÷: من أراد أن يعرف شمائل النبي ÷