مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[سؤال حول بعض البدع المحرمة]

صفحة 279 - الجزء 1

  أمير المؤمنين كذب بحت، بل لو وُجِدُوا في عصره لقتلهم وضللهم كما فعل أولاده من الأئمة الراشدين، منذ ظهرت هذه الفرقة، فإنهم في كل عصر يضللونهم، ويسفهون أحلامهم، ويعاملونهم أشر معاملة، وهم أعرف الناس بدين أبيهم، ومذهب جدهم.

  ولا روي عن أمير المؤمنين # ولا غيره من أئمة أهل البيت $، ولا عن علماء الإسلام المحقين شيء من هذه الهواتف، وترديد الأصوات بالشعر، لا سيما في المساجد، بل قال النبي ÷ «لا يشغلن قارئكم مصليكم» فانظر كيف نهى من رفع الصوت بقراءة القرآن، الذي هو أفضل الأذكار، إذا كان يشغل المصلي.

  وهذه الهواتف والترديدات من لهو الحديث الذي ذمه تعالى في قوله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ...} إلى آخر الآية [لقمان: ٦].

  وقال تعالى في الدعاء الذي هو عبادة {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ٥٥}⁣[الأعراف]، جاء في بعض التفاسير أن الإعتداء رفع الصوت بالدعاء.

  وقال تعالى يخاطب رسول الله ÷ {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ٢٠٥}⁣[الأعراف]، ولأن الله تعالى يعلم خفيات الصدور وما يوسوس به الإنسان، فهو يسمع الدعاء الخفي.

  وإنما شرع الجهر بالدعاء في مواقف مخصوصة مثل الاستسقاء لا كما يفعله هؤلاء المبتدعة، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخالطهم، ولا يجالسهم، ولا يفعل كأفعالهم، فإنهم يغرون الناس حتى يوقعوهم في المهالك، ومن خالطهم أو جالسهم أو عمل بعملهم فحكمه حكمهم، قال الله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ