مسائل الصلاة
  أربعاً لأنفسهم علمنا أن أصل الصلاة في السفر اثنتان، ولذلك قصروا صلاتهم عن صلاة إمامهم فيهما، فصلوا واحدة معه وواحدة مع أنفسهم.
  ومن الدليل على أن صلاة السفر ثنتان لا أربع في غير الخوف صلاة الإمام الآمن على نفسه بالمقاتلة التي من ورائه ركعتين دون أربع، فلما صلى الإمام واحدةً بطائفةٍ وركعةً أخرى بطائفة، علمنا أنها أصل صلاة السفر، وعلمنا أن الذي ذكر الله من القصر وأطلقه حين قال: {أَن تَقۡصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن يَفۡتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْۚ}[النساء: ]، هو قصر المسلمين صلاتهم عن صلاة إمامهم، وسلامهم قبل سلامه، وانقضاء فرضهم قبل انقضاء فرضه، ودخول الطائفة الأخرى في آخر صلاته، وإتمامها لركعتها الباقية بعد سلامه، وفي هذا بيان لمن أراد الحق، وترك الباطل، وقصد الهدى.
  ولما(١) أن لم نجد في القرآن ذكر قصرين علمنا أن القصر الذي ذكر عند المخافة هو القصر الذي وجدناه يكون من الفئتين في صلاتهما مع إمامهما، وعلمنا ان الله تبارك وتعالى أخبرنا بما ألقى من ذلك إلى جبريل فألقاه جبريل # إلى نبيهم ÷ وعلى أهل بيته من شرحه في الكتاب، إذ قد أَصَّلَ أَصْلَ الصلاة فيه، فاجتزأ بعد تأصيل ذكرها في كتابه عن تفصيل عددها في فرقانه، كما أخبرنا تبارك وتعالى بتبليغ جبريل لعدد ركعاتها في الحضر إليه، ولم يفصلها بعددها في الكتاب الذي أنزله عليه، فكان تأصيل ذكر الصلاة مشروحاً في الكتاب مبيناً بقوله تبارك وتعالى(٢): {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ}[البقرة: ١١٠]، وكان(٣) تفصيلها وشرح عددها على لسان جبريل من الله تبارك وتعالى إلى نبيه ÷، فأثبت جملة فرض الصلاة في الكتاب، وفرع ذكر الصلاتين على لسان الملك الذي هبط به إلى نبيه
(١) فلما. نخ (٥).
(٢) ø. نخ (٥).
(٣) فكان. نخ (٥).