باب مسائل الحج
  قال: إذا وصل بدأ بمتاعه فأحرزه في منزله حتى لا يتعلق قلبه بشيء، ثم يتطهر للصلاة، وإن اغتسل كان أحب إلي، ثم يمضي حتى يأتي المسجد فيقدم رجله اليمنى إلى المسجد، ثم يدخل، فإذا نظر الكعبة قال: اللهم البيت بيتك والحرم حرمك، والعبد عبدك، فاغفر وارحم إنك أنت أرحم الراحمين.
  ثم يمضي حتى يواجه الحجر الأسود فيقف عنده ويبتدئ طوافه منه، وإن أمكنه أن يستلمه فعل، ثم يقول: اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، واتباعاً لأمرك، واقتداءً بسنة نبيك محمد ÷، اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وأعني على طاعتك، إنك سميع الدعاء.
  ثم يمضي حتى يواجه الباب، فإذا حاذاه استقبله بوجهه، ثم قال - وهو مقبل بوجهه -: اللهم البيت بيتك والحرم حرمك والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم فأعذني من عذابك، واختصني بالأجزل من ثوابك، ووالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، يا جبار الأرضين والسماوات.
  ثم يمضي في طوافه وهو يقول في طوافه: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، يردد هذا القول [وما أشبهه، ويدعو بما حضره من ذلك أو غيره من الدعاء، وكل ذلك واسع](١) حتى ينتهي إلى الحجر الأسود، فإذا انتهى إليه استلمه إن أمكنه، ثم قال ما قال أولاً عنده، ثم مضى في طوافه حتى ينتهي إلى الباب، فيقول ما قال أولاً، ثم يمضي في طوافه على ما ذكرنا حتى يطوف بالبيت سبعة أشواط يرمل في ثلاثة منها، ويمشي في الأربعة الباقية، ويستلم الأركان كلها إن أمكنه ذلك فهو أفضل.
  قلت: فإن لم يمكنه؟
  قال: يشير بيده ويقول عند استلامه لها وإشارته إليها: {رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا
(١) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة (٥).