باب مسائل الحج
  قال: يرفض الثامن، ولا شيء عليه في ذلك؛ لأنه قدم النية في أنه يطوف سبعة.
  قلت: فما يقرأ في الركعتين خلف مقام إبراهيم #؟
  قال: ما أحب من سور المفصل.
  قلت: فإذا صلى الركعتين، ما يعمل؟
  قال: يستقبل الكعبة، ويدعو بما تيسر له وأحب، ثم يدخل زمزم فيشرب من مائها ويشرف فيها فإن في ذلك بركة، ويقول: اللهم إنك أظهرتها وسقيتها نبيئك إسماعيل # رحمة منك به يا جليل، وجعلت فيها من البركة ما أنت أهله، فأسألك أن تبارك لي فيما شربت منها، وتجعله لي دواء وشفاء، تنفي به كل سقم وداء، وتسلمني به من كل رَدَى، إنك سميع الدعاء، تستجيب(١) لمن تشاء.
  قلت: فإذا فرغ من دعائه، ما يعمل؟
  قال: يخرج إلى الصفا.
  قلت: من أين؟
  قال: من بين الأسطوانتين المكتوبتين، فإذا استوى على الصفا استقبل القبلة، ثم قرأ الحمد والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، وآخر الحشر، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ÷، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، حقاً لا شريك له، [وأشهد أن لا إله إلا الله وحده حقاً لا شريك له](٢) اللهم اغفر لي ذنبي، وتجاوز عن خطيئتي، ولا تردني خائباً يا أكرم الأكرمين، واجعلني في الآخرة من الفائزين.
  ثم لينزل من الصفا ويمضي حتى إذا كان عند الميل الأخضر المعلق في جدار المسجد هرول حتى يحاذي الميل المنصوب في أول السراجين(٣)، ثم يمشي حتى
(١) مستجيبٌ. نخ (٥).
(٢) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة (٥).
(٣) موضع كانت تعمل فيه السرُج في الزمان الأقدم. (لمعة). (من حواشي شرح الأزهار).