باب مسائل الحج
  ينتهي إلى المروة، ويقول في طريقه: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، يردد هذا القول وغيره من الذكر الحسن لله والدعاء حتى يفرغ من سعيه، فإذا انتهى إلى المروة فلْيَرْقَ عليها حتى يواجه الكعبة، ثم ليدع بما دعا على الصفا ويقول ما قال على الصفا وما يحضره من سوى ذلك، ثم يرجع ويفعل ما فعل أولاً في طريقه حتى ينتهي إلى الصفا، ثم على ذلك الفعال فليكن فعاله حتى يوفي سبعة أشواط، ثم ينصرف فيقيم على حاله إلى يوم التروية، حتى يخرج مع الناس إلى منى وعرفات فيقضي المناسك، وهذا الفعال الذي ذكرنا فهو للمفرد بالحج.
  قلت: فإن كان متمتعاً؟
  قال: إذا دخل متمتعاً فنظر إلى الكعبة قطع التلبية، ثم دخل ففعل ما وصفنا من الطواف والسعي بين الصفا والمروة، وذلك للعمرة، فإذا فرغ من سعيه بين الصفا والمروة انصرف فقصر من شعره، ثم قد حل له كل شيء، وجاز له ما يجوز للحلال من النساء والطيب والثياب.
  قلت: ثم ما يعمل؟
  قال: يقيم على حاله إلى يوم التروية، فإذا كان يوم التروية اغتسل ولبس ثياب إحرامه، ثم دخل المسجد الحرام، فأهل بالحج كما أهل في أول مرة بالعمرة غير أنه يهل بالحج ويلبي به ويفعل كما فعل أولاً، ثم يستقيم إلى منى، فإن أمكنه صلى بها الظهر والعصر معاً، وإن لم يمكنه الخروج إلا في بعض الليل فليخرج متى أمكنه، كل ذلك واسع له بعد أن يدرك صلاة الفجر بمنى.
  قلت: فإذا أراد القِرَان كيف يعمل؟ بينه لي حتى أفهمه؟ وكيف يقول أيضاً المتمتع عند إهلاله؟ وكذلك أيضاً كيف يقول المفرد عند إهلاله؟
  قال: أما من أراد أن يفرد الحج فيقول ما قدمنا في كتابنا: اللهم إني أريد الحج فيسره لي، ويقول ما شرحناه أولاً، ويقول: لبيك بحجة تمامها وأجرها عليك، ولا يقطع التلبية حتى يرمي جمرة العقبة من بعد رجوعه من يوم النحر من عرفة، وأما