باب مسائل الحج
  قلت: فإن عاود الحج؟
  قال: يسعى بينهما.
  قلت: فإن طاف بينهما وهو على غير طهور ثم ذكر ذلك بعد خروجه؟
  قال: ليس عليه في ذلك شيء.
  قلت: ولم؟
  قال: لأنه ليس عليه في ذلك صلاة، غير أنه لا ينبغي له أن يفرط في التطهر؛ لأنهما موقفان شريفان، والساعي بينهما في عبادة لربه.
  قلت: فما تقول فيمن نسي رمي الجمار، ثم ذكرها في آخر أيام التشريق؟
  قال: يرمي ما نسي منها، وليهرق لذلك دماً.
  قلت: فإن لم يذكر رمياً حتى صدر الناس من منى؟
  قال: عليه أن يهريق لذلك دماً، وليس عليه رمي؛ لأن وقت الرمي قد فاته.
  قلت: فإن نسي أن يرمي بحصاة أو حصاتين أو ثلاث؟
  قال: يرمي من الغد، ويطعم لكل حصاة مسكيناً.
  قلت: فكم يطعم كل مسكين؟
  قال: نصف صاع، أو يهريق لذلك دماً.
  قلت: فما تقول فيمن رمى الجمار على غير طهور؟
  قال: لا ينبغي أن يرمي الجمار على غير طهر؛ لأنها مواقف كريمة شريفة، ومن رماها جاهلاً على غير طهر لم يفسد ذلك عليه شيئاً من مناسكه.
  قلت: فما تقول في رمي الجمار قبل طلوع الفجر؟
  قال: لا يجوز ذلك إلا للنساء لضعفهن، ولم يرخص في ذلك لغيرهن، ولا يجوز رميهن للرجال إلا بعد طلوع الشمس.