باب مسائل النكاح
باب مسائل النكاح
  فقلت له(١): فهل يجوز النكاح أو تثبت عقدته بغير ولي وشهود؟
  فقال: لا تثبت عقدة نكاح إلا بولي وشاهدين.
  قلت: فإن نكح رجل مرة بغير ولي وشهود، هل يبطل نكاحه؟
  قال: نعم، وكيف لا أبطل(٢) نكاحه وقد خالف رسول الله ÷.
  قلت: وكيف خالف رسول الله [÷]؟
  قال: لأن الذي صح عن رسول الله ÷ أنه قال: «لا نكاح إلا بولي وشاهدين، ومهر»، وذلك فأمر من الله سبحانه لرسوله ÷، وكذلك أمر الله جل وعز الأولياء بإنكاح النساء بقوله: {وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ}[التوبة: ٣٢]، فأمر الله الأولياء بذلك، ودل سبحانه بأمر الأولياء أنه لا نكاح للنساء ولا يتزوج رجل امرأة إلا بأمر وليها، فمن خالف ذلك لم يثبت له نكاح، [ولقول رسول الله ÷: «لا نكاح إلا بولي وشاهدين»](٣)، وكذلك أيضاً نهى رسول الله ÷ عن نكاح السر؛ تأكيداً منه ألا يكون النكاح إلا مشهوراً غير خفي ولا مكتوم؛ لأنه لا يخفى ولا ينكتم ما كان عليه الشهود والأولياء.
  قلت: فمن الأولياء، ومن أولاهم بالنكاح؟
  قال: الأولياء فهم العصبة المتناسبون.
  قلت: فسرهم لي؟
  قال: نعم إن شاء الله، أولى القرابة بعقدة نكاح المرأة وتزويجها أحقهم بوراثة ما تتركه من ميراثها من الرجال دون النساء.
(١) في نسخة (٥): قال أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي: سألت إمام المسلمين في عصره يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ~ فقلت له: هل يجوز ...
(٢) يبطل. نخ (٥).
(٣) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة (٥).