المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب العتق

صفحة 311 - الجزء 1

  غير أهبة النزول من بعد يمينه فقد حنث.

  قلت: وكذلك إن قال لها: أنت طالق إن لبست هذا الثوب وهي لابسة؟

  قال: وكذلك القياس في جميع هذا واحد.

  وسألته عن رجل حلف على مرته لا تلبس حلياً فلبست خاتماً أو لؤلؤاً أو دراً أو ياقوتاً أو زبرجداً أو شيئاً من الجوهر غير الذهب والفضة.

  قال: أما الخاتم فليس هو حلياً، وأما الدر والؤلؤ والزبرجد والياقوت وما أشبهه من الجوهر فهو حلي.

  قلت: فمثل المها والجزع⁣(⁣١) وما عمل من جوهر القوارير أو حجارة الأرض؟

  قال: أما أهل المدن فليس هذا عندهم حلياً، وكذلك هو عندي، وأما أهل السواد والبوادي فهم يعدونه حلياً فمن حلف منهم على ذلك حنث.

  وسألته عن رجل حلف أن أول عبد يشتريه حرٌ فاشترى عبدين معاً في صفقة واحدة؟

  قال: لا يلتفت إلى ذلك ولا يلزمه وسواء اشترى عبداً أو عبدين لأنه لا عتق إلا بعد ملك ولا طلاق إلا بعد ملك.

  قلت: فإن رجلاً قال: كل عبدٍ لي حر وله مدبرون ومكاتبون وأمهات أولاد وعبد قد عتق بعضه؟


(١) قال في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية: مها: كتاب الأحجار: هو صنف من الزجاج غير أنه يصاب في معدته مجتمعاً بالمغنيسيا ويوجد في البحر الأخضر وقد يوجد أيضاً بصعيد مصر، وهو حجر أبيض بهي جداً لا يوجد إلا أبيض ومنه نصف أقل حسناً وصبغاً وأشد صلابة إذا نظر إليه الناظر ظن أنه من جنس الملح، وإذا قرع به الحديد الصلب أخرج ناراً كثيرة والأول هو البلور ويستقبل به عين الشمس فينظر إلى عين الشعاع الذي قد خرج من الحجر مما شفته الشمس بضوئها فيستقبل بذلك الموضع خرقة سوداء فتأخذ فيها النار حتى تحرقها ومن أراد أن يشعل من ذلك ناراً فعل سريعاً. اهـ والجزع: ذكره فيه في قوله: مرمر: الغافقي: قيل إنه صنف من الرخام أبيض أكثر ما يوجد في معادن الجزع وهو أفضل أصناف الرخام ويسمى باليونانية الأشطريطس، وزعم قوم أن الأشطريطس هو الجزع ... وهو حجر يوجد في أرض دمشق والشام وهو أبيض في لونه خطوط شبيهة بمناطق. (منه باختصار).