[المقدمة]
  سائر الناس داخلاً في قريش، وقد أجمعتم مع خصمائكم فيما قالوا، وبطل ما تفردتم به من قولكم.
  ثم رجعنا إلى هؤلاء الذين قالوا إن الإمامة جائزة في قريش كلها، فقلنا لهم: من أين قلتم هذا؟ فلم يكن معهم حجة إلا الخبر الذي روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «الأئمة من قريش»، فقلنا لهم كما قلنا لأصحابهم: قد أجمعتم معنا أن الأئمة من قريش وخالفناكم فيما قلتم: إن الإمامة جائزة في جميع قريش، وثبت قولنا: إن الإمامة من قريش في أهل بيت محمد $ خاصة؛ لإجماع من قال إنها جائزة في سائر الناس، وسائر الناس داخل في قريش، وإجماعكم معنا أن الإمامة في جميع قريش، وأهل بيت محمد عليه وعليهم السلام فهم من قريش، ومن الناس، فأجمعتم جميعاً معنا أن الإمامة في أهل بيت محمد، وخالفناكم فيما ادعيتم لغيرهم فكان الإجماع منكم جميعاً معنا، وهو أحد الثلاثة الوجوه التي لا يخرج الحق إلا منها، ومع الإجماع منا ومنكم فيهم وعليهم أن الله سبحانه أمرنا وإياكم جميعاً نصاً بمودتهم في كتابه فقال لنبيه ÷(١): {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ}[الشورى: ٢٣]، أي: تحبون أهلي وهم قرابتي.
  فحدثنا ابن أبان عن يحيى بن عبدالحميد الحَمَّاني، عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس [أنه](٢) قال: إنه لما نزلت هذه الآية: {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا}[الشورى: ٢٣]، قال أصحاب النبي ÷ له: يا رسول الله من قرابتك التي(٣) أمرنا الله بمودتهم؟ فقال رسول الله ÷: «هم
(١) في نسخة (١): {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ} يعني على ما جاءهم به {أَجۡرًا} آخذه منكم {إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ}، أي: تحبون أهلي وهم قرابتي. وفي نسخة (٥): {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ} يعني على ما جاءهم به أجراً آخذه منكم إلا المودة في القربى.
(٢) نسخة (٥).
(٣) الذين. نسخة (٤ و ٥).