المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[المقدمة]

صفحة 42 - الجزء 1

  يحيى بن الحسين ¥، فأوجبنا له الإمامةَ بهذه الصفات التي شاهدنا منه.

  فإن قال: فلعل في أهل بيت محمد ممن لا نعلمه نحن ولا أنتم من هو أعلم منه، وأشجع وأورع وأكمل.

  قلنا له: قد قدمنا لك الجواب في هذه المسألة وشرحناه: أن الإمامة لا تكون إلا فيمن أظهر علامتها.

  فإن قال: فبينوا لي ذلك.

  قلنا له: نعم إن هذا العالم الذي ذكرت من أهل بيت محمد # هو إمام حلال وحرام، وليس بمفترض الطاعة.

  فإن قال: وكيف لا⁣(⁣١) يكون مفترض الطاعة وهو عالم ورع أمين؟

  قلنا له: لأنه جالس في بيته، غير آمر ولا ناهٍ، ولم يفترض الله طاعة الجالس كما افترض طاعة القائم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، أما سمعت قوله في الأمر بطاعة من قام بأمره في قوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ}⁣[النساء: ٥٩]، وأولو الأمر والنهي فهم الأئمة بعد الأنبياء، الذين جعل الله إليهم الأمر والنهي وفيهم، ولم يفترض طاعة الجالس كافتراضه الطاعة للقائم، وكيف يفترض طاعة من الحكم يجري عليه ولا يجري حكمه على أحد؟ فافهم هذا.

  فإن كابر فقال: ليس علامة الإمامة في يحيى بن الحسين ¥.

  قلنا له: وما علامة الإمامة عندك؟

  فلا بد أن يقول: للإمامة علامات.

  فيقال له: ما هي؟

  فلا بد أن يقول: علامة الإمام أن يكون أعلم أهل عصره، يحتاج إليه الناس


(١) فكيف لا. نخ (٢ و ٥).