[المقدمة]
  ولا يحتاج إليهم.
  فنقول له: فمن أين يعلم الناس أن الإمام الذي يدعي الإمامة وينصب نفسه لها عالم؟
  فلا بد من أن يقول: بالمسألة له والتفتيش عن العلم والاختبار والمحنة.
  فنقول له: صدقت، فأخبرنا عن الإمام المستتر الذي ليس ظاهراً(١) ولا رآه(٢) أحد فيسأله عن العلم الذي إذا رد جوابه وجبت له به الإمامة، من أين أوجبت له الإمامة ولم نره، وليس هو ظاهراً فنستغني عن المسألة له بما يظهر من فعله؟
  فلا بد أن يقول: بالأخبار التي نقلها إلينا من نثق به.
  فنقول له: وما نقل إليك من تثق به من علاماته التي يستوجب بها الإمام الإمامة، وإنما العلامات ظاهرة لا باطنة كعلامات النبوة التي بها يستحق النبي(٣) النبوة إذا أظهرها.
  ثم نقول له: ما تقول لو أن رجلاً ادعى أن الله تنبأه، ولم يسأله أحد من علامات النبوة(٤)، ولم يظهر منها شيئاً؛ أكنت موجباً له النبوة؟ فمن قوله: لا، فنقول له: فبم كنت توجب النبوءة؟ فيقول: بإظهار المعجزات، وهي دلالة النبوءة، فنقول له عند ذلك: وكذلك أيضاً الإمام لا تجب له الإمامة إلا بإظهاره لعلامات الإمامة بالعلم والحكم، ولو لم تظهر منه علامات الإمامة لم يكن للإمامة مستحقاً، ولا سميناه إماماً كما أن الذي ادعى النبوءة لم يكن لها مستحقاً إذ لم يظهر علامات النبوة، فبذلك علمنا أن الإمام الذي يستوجب(٥) الإمامة والذي هو لها أهل إنما هو المظهر
(١) بظاهر. نخ (٥).
(٢) يراه. نخ (٥).
(٣) في نخ (٥) ونسخة (١): التي يستحق بها النبي النبوءة.
(٤) نبوءته. نخ (٥).
(٥) يستحق. نسخة.