باب معرفة الأصول
  قال: أجمعوا فيما رووه أن النبي ÷ قال لأصحابه: «أُبَيٌّ أقرؤكم، وزيد أفرضكم، وعلي أقضاكم» فجمع القضاء القرآن والفرائض وجميع الأحكام، ورووا جميعاً أن النبي ÷ قال: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، فدل # بقوله هذا أن علياً خليفته في جميع أموره كما كان هارون خليفة موسى في جميع أموره.
  وأجمعوا جميعاً أن رسول الله ÷ آخى بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين سعد وسعيد، وغيرهم من المسلمين، فقال علي: يا رسول الله آخيت بين المسلمين وتركتني، فقال له النبي ÷: «يا علي أما ترضى بأن أكون أنا أخاك». فآخاه، فكان علي أخاه. وكذلك روى كادح بن جعفر أن النبي ÷ قال: «يا علي أنت أخي ورفيقي في الجنة». وكل ذلك من محمد ÷ فدلالة على علي [وله(١)] بأنه الإمام من بعده، فافهم هذا.
  وكذلك إشارته [#] إلى الحسن والحسين في قوله: «هما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما والمهدي من ولدهما»، وكذلك قال # لفاطمة وقد عادته في مرضه في حديث طويل: «ومنا - والذي نفس محمد بيده - مهدي هذه الأمة»، كل ذلك من محمد ÷ دلالة على أن الإمامة في أهل بيته في ولد فاطمة، وقد بينا وشرحنا أن الإمام من ولد فاطمة الباذل نفسه الشاهر سيفه، والداعي إلى كتاب ربه، القوي في الله الأمين على أحكام الله وأمواله، الورع في دينه، فهذه معرفة الإمامة فافهمها.
  قلت: ثم ما بعد هذا؟
  قال: البحث والنظر في الحلال والحرام في جميع الدين.
(١) غير موجود في بعض النسخ.