المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[آداب قضاء الحاجة]

صفحة 52 - الجزء 1

  المنكرات، وعدل عن الطرق البينات، وصار طالباً لغير ما جعل الله، وقاصداً لغير ما افترض الله، وباغياً للهدى من حيث لم يجعله الله، ومن طلب الهدى من غير هدى الله ازداد عمى، ولم يزل يخبط في التكمه والردى.

  قلت: وما ذلك الذي تذكر وتشرح وتزعم أنه حدٌّ حَدَّهُ الله وأوقف⁣(⁣١) عباده عليه، من طلب أن يجوزه لم يقدر، ومن تناول سواه لم يظفر؟

  فقال: هي الثلاثة الأصول التي جعلها الله حجة على خلقه، لا ينفك الحق منها، ولا يخرج أبداً عنها، وهي: كتابه الناطق، والإجماع عن رسول الله ÷ مما جاء به عن الله ø، وحجة العقل التي ركبها الله في صدور العالمين لتدلهم على رب العالمين، وتهديهم إلى فرائض الدين، ويثبت ما اختار الله لهم من الحق واليقين، وتزيح عنهم المعاني الباطلات، وتدفع الريب عن الفكر الجائلات في القلوب المخلوقات المركبات؛ فإذا⁣(⁣٢) سألت عن شيءٍ من أمر الحلال والحرام فاجعل ذلك لله تبارك وتعالى خالصاً، لا تشوبه برياء ولا طلب⁣(⁣٣) رياسة، فإن ذلك أجزل لثوابك، وأكثر لتفجر ينابيع الحكمة من قلبك، واستقص في مسائلك كما أطلقت لك وأمرتك وإلى ذلك ندبتك، فإني مجيبك عما تسأل عنه، فسل عما بدا لك إن شاء الله تعالى.

مسائل الوضوء

[آداب قضاء الحاجة]

  قلت: فما تقول أيها الإمام رضي الله عنك في الرجل إذا دخل المخرج، كيف يقول؟

  قال: يقول: بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النِّجْس، الخبيثِ المخبثِ، الشيطان الرجيم.


(١) وأوقف عليه عباده. نخ (٥).

(٢) في بعض النسخ: وإذا.

(٣) في بعض النسخ: طلبة.