[آداب قضاء الحاجة]
  قلت: فإذا جلس للبول أو الغائط، هل يستقبل القبلة أو يستدبرها؟
  قال: لا.
  قلت: وما يضره من ذلك، وما عليه فيه؟
  قال: مخالفة النبي ÷ فيما قال.
  قلت: وما قال النبي ÷ في ذلك؟
  قال: روي عنه ÷ أنه قال: «إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، شَرِّقوا أو غَرِّبُوا».
  قلت: فإن قال قائل: هذا حديث لا ندري أيصح أم لا، ما نقول له؟
  قال: نقول: إن الحديث صحيح، والقرآن يؤكده ويصححه.
  قلت: وأين نجد ذلك في القرآن؟
  قال: قول الله تبارك وتعالى: {قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ}[البقرة: ١٤٤]، فولَّاه الله تبارك وتعالى قبلةً رضيها له وعظمها في القرآن وأمره بها، فيجب على المسلمين تعظيمها كما عظمها الله، ولا يستقبلوها بغائط ولا بول، ولكن يشرقون عنها ويغربون؛ تعظيماً لها وتنزيهاً.
  قلت: فإذا فرغ من حاجته، ما الذي يعمل؟
  قال: يجب له أن يتمسح قبل أن يقوم بأحجار(١)، ثم يقوم ويستر عورته، وكذلك عند جلوسه أحب له ذلك، فإذا قام تنشف من البول تنشفاً بحجر أو بجدار حتى يعلم أنه قد استبرأ.
  قلت: فإن لم يُطِلِ التنشف؟
  قال: الماءُ يقطعُ البول، وكذلك روي عن علماء آل رسول الله ÷، والتنشف أحب إلي.
(١) بالحجارة. نخ (٥).