باب في الرجل يوصي في مرضه بثلث ماله
  قلت: فإن طالب الذي أعمر جاريته الرجل الذي أعمر له الجارية وقال: إنه أعمره جاريته وقتاً معلوماً، وقال: إنما كانت تلك نيتي، ما العمل في ذلك؟
  قال: يطالب بالبينة على ما ادعى أنه أعمره وقتاً معلوماً.
  قلت: فإن لم يكن له بينة؟
  قال: يستحلف الذي أعمر له لقد أعمرك فلان هذه الجارية عمرى ما كان لها وقت ولا علمت أنه أراد بذلك وقتاً.
  قلت: فإنه حلف على ذلك، هل يحل له بعد يمينه أن يطأ الجارية؟
  قال: نعم؛ لأنه قد حلف واستحق الملك باليمين؛ إذ لم تقم للذي أعمر بينة.
  قلت: فإن نكل الذي أعمر له عن اليمين، هل ترجع الجارية إلى الذي أعمر؟
  قال: نعم؛ لأن نكوله إقرار بأن العمرى كانت مؤقتة.
  قلت: فإنه لم ينكل، ولكنه قال: لا أدري كيف أعمرتنيها؟
  قال: إذا ادعى الجهل ردت اليمين على الذي أعمر، فقيل له: احلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد أعمرت هذه الجارية لهذا الرجل عمرى مؤقتة.
  قلت: فإن حلف؟
  قال: يرتجعها بيمينه.
  قلت: فإن نكل الذي أعمر عن اليمين هل يستحقها الذي أعمر له بنكول الذي أعمر؟
  قال: نعم.
  قلت: فإن الذي أعمر قال للرجل الذي أعمر له: قد أعمرتك هذه الجارية عمري أو وقتاً، فوطئ الرجل الذي أعمر له الجارية، فولدت منه فطالبه الذي أعمر بالجارية والولد؟
  قال: فله قيمة الولد على أبيه.
  قلت: ولم ذلك؟