مسائل الوضوء
  بمعاني السنة، وجعلوها من محمد ÷ دون الله.
  قلت: قد فهمت ذلك، فما بعد المضمضة والاستنشاق؟
  قال: غسل الوجه.
  قلت: كيف نغسله(١)؟
  قال: يحمل الماء بكفيه فيغسل به وجهه ثلاثاً.
  قلت: فأين حد الوجه؟
  قال: مقاص الشعر.
  قلت: فإن جاز الذي يغسل وجهه مقاص الشعر، هل يكون متعدياً لما أمر الله به من حد الطهور؟
  قال: لا.
  قلت: وكيف وقد حددت الوجه، وإنما ذكر الله غسله؟
  قال: لأن المتوضئ إنما يعتقد غسل الوجه الذي أمر الله به، أرأيت لو غسل في كل وقت(٢) صلاة وجهه ورأسه وعنقه غسلاً، أكان عند الله متعدياً إذا اعتقد قبل غسل رأسه ووجهه وعنقه أنه يريد غسل الوجه الذي أمره(٣) الله به لطهوره؟
  قلت: لا.
  قال: وكذلك أيضاً لو غسل لكل وقت صلاة كل جسمه، وتطهر للصلاة، أكان في ذلك مذموماً؟
  قلت: لا.
  قال: فافهم ذلك.
  قلت: فإذا غسل وجهه ما يعمل بعد ذلك؟
(١) وكيف يغسله. نخ (٥).
(٢) في بعض النسخ: في وقت كل.
(٣) أمر الله به للطهور. نخ (٥).