[بقية مسائل الصلاة]
  قلت: فإن العامة كلها قد روت: «سبحان ربي العظيم» في الركوع؟
  قال: قد رووا ذلك، وفيه لو قال قائل من الملحدين قولاً يلحد فيه لشَبَّه(١) على الجهال.
  قلت: وكيف ذلك؟
  قال: لأن العرب تجيز في لغتها رب الدار ورب المصر، تريد بذلك رئيس الدار ورجلها وأمير المصر، فلما علمنا ذلك أخذنا بقول أمير المؤمنين في التسبيح في الركوع والسجود، الذي رواه [علي بن رجاء، عن الحسن بن الحسين العُرَني، عن علي بن القاسم الكندي عن محمد بن عبيد الله بن علي](٢) بن أبي رافع، عن أبيه عن جده، عن علي بن أبي طالب #، أنه كان يقول في ركوعه: (سبحان الله العظيم وبحمده)، وفي سجوده: (سبحان الله الأعلى وبحمده)، وهذا الاسم لا يشاركه فيه أحد من المخلوقين؛ لأنه قال: {هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا ٦٥}[مريم]، أي: هل يسمى الله إلا الله ø، فاخترنا هذا لأنه ليس لملحدٍ فيه قول ولا تشبيه.
  قلت: قد فهمت شرح هذا، فإن نقص الرجل من الثلاث تسبيحات، هل يجزيه؟
  قال: لا، وقد قال غيرنا: إنه يجزيه، ولكنا نقول: أقل ما يسبح في الركوع والسجود ثلاثاً ثلاثاً، وذلك أقل ما روي عن النبي ÷ في التسبيح ثلاث، إلا أن يكون الرجل ناسياً.
  قلت: فإن تعمد ذلك [تعمداً](٣)؟
  قال: لا يخلو تعمده من أحد وجهين: إما أن يكون راغباً عما أجمع عليه عن النبي ÷، فيكون ذلك مبطلاً لصلاته إذا كان ترك ما أتى به محمد متعمداً، أو لوجه
(١) يشتبه. نخ (٥).
(٢) ما بين المعكوفين غير موجود في نسخة (٥).
(٣) زيادة من نخ (٥).