مسائل الصلاة
  العصر، وفي كل ذلك فهو لا يدري أي ذلك صلى، أثلاثاً أم خمساً(١)، هل تصح لهذا صلاة وقد خالف أمر الله ø؟
  قلت: وكيف خالف أمر الله؟
  قال: لقول الله تبارك وتعالى: {حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ}[البقرة: ٢٣٨]، وإنما معناها: حافظوا على الصلوات التي أنزلت على محمد ÷ كما نزل بها عليه جبريل من عند الله، لا تزيدوا فيها ولا تنقصوا منها، فمن شك في أنه قد زاد فيها أو نقص منها أمرناه بإعادتها من أولها.
  قلت: فإن الرجل لما قضى الصلاة فكر فقال في نفسه: قد قصرت في بعض السجود أو الركوع، وهو متيقن أنه قد صلى أربع ركعات، هل يعيد الصلاة؟
  قال: قد قال غيرنا: إنه لا يعيد الصلاة، أما أنا فأرى أنه لا يضره بل الإعادة أحب إلي.
  قلت: وكذلك أيضاً لو صلى وحده لنفسه، ثم مضى فنظر إلى رجل يصلي بالناس وهو يرضى به، هل يعيد الصلاة مع الجماعة ويعتقدها فريضة، ويرفض الأولى؟
  قال: نعم، وما يضره من ذلك، وقد كرهه غيرنا، ولم نلتفت إلى قوله، وقد روي عن النبي ÷ في ذلك أنه دخل وصلى بالناس، ورجل جالس في المسجد لم يصل معهم، فلما انصرف النبي ÷ دعاه فسأله عن أمره فقال: صليت يا رسول الله قبل أن تدخلوا، فأمره النبي ÷ إذا كان مثل ذلك أن يصلي مع إمامه صلاة مبتدأة ولا يعتد بالأولى.
  قلت: فإن الرجل لما صلى وجلس في الركعة الثانية سها فسلم تسليمتين عن اليمين وعن الشمال وهو جالس لم يتكلم، هل يجزيه أن يقوم فيبني على ما صلى؟
(١) ثلاث أم خمس. نخ (٥).