مسائل الصلاة
  ثم يخر ساجداً بتثبت، فيبسط يديه بسطاً، وكذلك جبهته وأنفه ويخرج مرفقيه ويتفحج ويسبح كما ذكرنا، ثم يرفع رأسه من سجوده بتثبت حتى ترجع مفاصله ويستوي، ثم يعود فيسجد، وهو مع ذلك إذا انحط راكعاً كبر، وإذا رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده، وإذا خر ساجداً قال: الله أكبر، وكذلك إذا رفع رأسه بين السجدتين كبر، وكذلك في كل صلاته، فعلى هذا المثال يفعل، فإن هذه صلاة تامة مجزية لا بالقصيرة ولا بالطويلة.
  قلت: فإنه نسي بعض التكبير؟
  قال: يسجد سجدتي السهو وصلاته تامة.
  قلت: فإنه سها عن التكبير كله؟
  قال: إذا لم يكبر في صلاته أصلاً فصلاته باطلة(١)، وعليه إعادة الصلاة.
  قلت: وكذلك لو قرأ الحمد وحدها؟
  قال: قد قال غيرنا: إن صلاته تامة، وأما نحن فنقول: يستأنف الصلاة.
  قلت: ولم وقد روي أن القرآن كله مجز ما كان ثلاث آياتٍ.
  قال: قد روي في ذلك روايات، والذي صح عندنا عن النبي ÷ أنه قال: «أقل ما يجزي في الصلاة أم الكتاب وثلاث آيات معها».
  قلت: فإن كانت الثلاث آيات(٢) من وسط سورة؟
  قال: مجزٍ.
  قلت: فإنه صلى صلاته كلها بأم الكتاب وقل هو الله أحد، هل يُجزيه؟
  قال: نعم.
  قلت: فإنه قرأ في صلاته الحمد وسورتين [قصيرتين](٣)، هل يجزيه ذلك؟
(١) باطل. نخ (٥).
(٢) الآيات. نخ (٥).
(٣) غير موجود في نخ (٥).