[ذكر حجج الله على خلقه]
  وعمدَتُه ونظامُه، وشرفُه وتمامه، وولاتُه وحكامُه، ولكل واحد من الإجماعين حكم يخصه، وليس هذا موضع تفصيل الكلام فيه والتطويل بذكره؛ لأن موضع ذلك أصول الفقه، وقد أودعنا الكتاب الذي وسمناه بـ (صفوة الإختيار في أصول الفقه) ما يقنع كل طالب، ويشفي كل راغب، فلا حاجة بنا ها هنا إلا إلى ذكر إجماع العترة $؛ لأنَّا قد قدمنا الوعد بذلك، وبعض ما تقدم من المسائل في هذا الكتاب وتأخر مبنية عليه، فوجب لذلك ذكره ها هنا.
  فمذهبنا أن إجماع العترة $ حجة، وهو مذهب أتباعنا الزيدية، ومذهب الشيخين أبي علي(١) وأبي عبدالله(٢) وأتباعهما من المعتزلة.
(١) أبو علي: محمد بن عبد الوهاب الجبائي ترجم له في الطبقة الثامنة من طبقات المعتزلة، قال أبو بكر أحمد بن علي: وهو الذي سهل علم الكلام ويسره وذلَّله ... إلى قوله: ولم يتفق لأحد من إذعان سائر طبقات المعتزلة له بالتقدم والرياسة بعد أبي الهذيل مثله بل ما اتفق له هو أشهر أمراً وأظهر أثراً، وكان شيخه أبا يعقوب الشحّام ولقي غيره من متكلمي زمانه.
وكان إذا روى عن النبي ÷ أنه قال لعلي والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم» يقول: العجب من هؤلاء النوابت يروون هذا الحديث ثم يقولون بمعاوية. وروى عن علي # أن رجلين أتياه فقالا ائذن لنا نصير إلى معاوية فنستحله من دماء من قتلنا من أصحابه، فقال #: أما إن الله قد أحبط أعمالكما بندمكما على ما فعلتما.
قال أبو الحسن: وقد نقض كتاب عباد في تفضيل أبي بكر ولم ينقض كتاب الإسكافي المسمى المعيار والموازنة في تفضيل علي على أبي بكر. قال في كتاب شرح نهج البلاعة: وقال - أي قاضي القضاة -: إن أبا علي ¥ يوم مات استدنى ابنه أبا هاشم إليه وقد كان ضعف عن رفع الصوت فألقى إليه أشياء من جملتها القول بتفضيل علي #.
توفي أبو علي سنة (٣٠٣ هـ). انظر كتاب المنية والأمل شرح الملل والنحل، ولوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى وحفظه (١/ ٥٨٦).
(٢) أبو عبدالله: الحسين بن علي البصري، أخذ عن أبي علي بن خلاد أولاً ثم أخذ عن أبي هاشم وكان شديد التقزز في الطهارة، وكان من تلامذته من أهل البيت $ أبو عبدالله الداعي وكان يميل إلى علي # ميلاً عظيماً وصنف كتاب التفضيل وأحسن فيه غاية الإحسان. =