(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)
  وإنما يردان لما يؤديان إليه من وقوع المعروف وارتفاع المنكر، فإذا حصل ذلك بالأمر الهين لم يجز العدول إلى الأمر الصَّعب.
  وقوله: (من غير تفريطٍ ولا استعجالِ): التفريط والتقصير والتواني معناها واحد، والتأني يقرب منها؛ إلا أنه محمود، والتواني مذموم مثل العجلة والسرعة، معناهما متقارب، والعجلة مذمومة والسرعة محمودة، ولا وجه للإتساع فيما يتعلق باللغة وإنما نذكر طرفاً تتعلق به الفائدة.
  ومراده بذلك أن لا يتوانا الآمر الناهي فيفوته الأمر لوقوع منكره وترك واجبه، ولا يستعجل فيأمر وينهى على وجه الوجوب قبل وجوب ذلك الأمر عليه فيكون ذلك قبيحاً.
  وقلنا بوجوبه على الكفاية: لأن الأمر لم يتعين، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين، وإن لم يقم به البعض وجب على الكافة لتوجه الذم إلى الجميع، وذلك معنى واجب الكفاية، فاعلم ذلك موفقاً.
(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)
  [٣٣]
  ثُمَّ الإمامُ مُذْ مضى النبيُّ ... صلَّى عَليِهِ الواحدُ العليُّ
  بغيرِ فَصلٍ فَاعْلَمَنْ عليُّ ... والنَّصُ فِيهِ ظاهِرٌ جَلِيُّ
  يومَ الغَدِيرِ ساعةَ الإحْفَالِ
  مذهبنا في هذه المسألة: أن الإمام بعد رسول الله ÷، بلا فصل، علي بن أبي طالب #، وبه قالت الإماميَّة(١).
(١) الإمامية: فرقة من فرق الشيعة القائلين بإمامة أمير المؤمنين #، وأنه منصوص عليه، وأنه أفضل الصحابة، ويسمون الرافضة لرفضهم الجهاد مع الإمام زيد بن علي #، وإنكار إمامته. =