[الإرهاصات المبشرة بالإمام (ع)]
[الإرهاصات المبّشرة بالإمام (ع)]
  الإمام المنصور بالله (ع) كانت تلوح في جبينه مخائل الإمامة، وتظهر على وجهه ملامح الزعامة، فالأمة بحاجة إلى قائد يقودها، ويطهر بالسيف أوزارها، ولقد كانت الإرهاصات والتفاؤلات تشير إلى أن الفتى الذي فاق أقرانه هو الذي سيصير (إمام الأمة)، ومن تلك الإرهاصات ما يلي:
  أولاً: ما حكاه مؤلفوا سيرته من أنه لما ولد #: (ازداد ضوء المصباح، وعلا علواً جاوز المعتاد، حتى بلغ دوين السقف، واستقام على ذلك)(١).
  ثانياً: ومن ذلك: أن والده حمزة بن سليمان (ع) رأى أنه ظهر منه نورٌ ملأ الأرض كلها فعبره على جدة له شريفة فاضلة، فقالت: اكتمه، فقد قيل إنه لا بد أن يظهر منك أو من أبيك المنصور، أو من يدّل عليه، ثم عبر رؤياه على رجل وهو يتعجّب منها فلما استكملها قال: أبشر يا حمزة بإمام من ذريتك(٢).
  ثالثاً: ما روي أنه أتى قوم من بني صريم إلى حمزة بن سليمان يطلبون منه القيام والمدافعة عنهم على حاتم بن أحمد لما ملك أرضهم فقال: لا فرج لكم على يديّ وإنما فرجكم على يدي هذا الصبي(٣).
  وغير ذلك من الإرهاصات والإشارات الهادية المبينة لفضل الإمام المنصور بالله # مع ما روي من الآثار والملاحم التي تبشّر بالإمام #، وتشرح حال الزمن الذي يعيش فيه، ولنذكر بعضاً منها ليدل على ما سواه:
  فمن ذلك: ما روي عن النبي ÷ أنه قال لفاطمة &: «يا فاطمة منك الهادي والمهدي والمنصور»(٤).
(١) الحدائق الوردية (خ)، التحفة العنبرية (خ)، الترجمان (خ)، اللآلئ المضيئة (خ)، الزحيف (خ)، وغيرها.
(٢) نفس المصادر المتقدمة.
(٣) نفس المصادر.
(٤) رواه القاضي عبدالله بن زيد العنسي في الإرشاد، وفي الرسالة البديعة المعلنة بفضائل الشيعة، أنظر التحف شرح الزلف للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالىفي سيرة الإمام عبدالله بن حمزة #.