شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جزاء المبغض لأهل البيت (ع)]

صفحة 405 - الجزء 1

  وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ٢٠}⁣[الحديد]، وصدق الله، العظيم، وبلغ رسوله النبي الكريم، ونحن على ذلك من الشاهدين، وله من الحامدين العابدين، أن الدنيا لا تَعْدُو بجميع محاسن زينتها وأنواع زخرفها ما وصفها الله - سبحانه وتعالى - به في هذه الآية، وأن نضارتها وزخرفها وخضرتها تنقلب إلى الإصفرار، وطراوتها وبهجتها تؤول إلى الدبار، وأن طالبها وكاسبها يساق غداً إلى النار، فيخلد في العذاب الشديد الطويل، ويهتف بالويل والعويل، ويقول كما قال الله تعالى: {هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ٤٤}⁣[الشورى]، فما خير دنيا هذا آخرها، فأعداء أهل البيت $، الذين كانوا ربما اعترفوا بفضلهم في بعض الحالات يكونون أهون جرماً ممن ظاهره الدين، وباطنه الإنتقاص لعترة محمد خاتم النبيئين - صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجمعين -.

  ألا ترى أن من ناصبهم من بني أميَّة وبني العبَّاس لم يمكنهم صرف بواطن الناس عن هذه العترة الطاهرة، ولا أنس الناس بهم في ذلك، وظاهرهم الحرب لهم والعداوة؛ فكلامهم فيهم غير مستمع، ومنكر فضلهم ممن ظاهره التعفف والإسلام والعبادة قد غر الناس بعبادته، وصرفهم عن عترة نبيئهم ÷ بإعتقاده، فهو فتنة لمن اغترّ به، ضال عن رشده، فكيده حينئذٍ يكون أعظم من كيدهم، وجرمه عند الله تعالى أكبر من جرمهم.

  وقد روي عن أمير المؤمنين ~ أنه قال: «قطع ظهري اثنان عالم فاسق يصد الناس عن علمه بفسقه، وذو بدعة ناسك يدعو الناس إلى بدعته بنسكه».

[جزاء المبغض لأهل البيت (ع)]

  وقد روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «حرمت الجنَّة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم