(الكلام في أن محمدا ÷ نبي مرسل)
  وأما المعجز: فهو ما يعجز الخلق عن الإتيان بمثله سواء كان من فعل الله - سبحانه - كإخراج الناقة من حجر، وقلب العصا حية، أو جارياً مجرى فعله كأن يُقْدِر سبحانه نبياً من أنبيائه على المشي على الماء أو في الهواء.
  وأما أن إظهاره على الكاذب قبيح: فلنزوله منزلة تصديقه كما قدمنا.
  وأما أن تصديق الكاذب قبيح: فهو معلوم لكل عاقل.
  وأما أن الله - تعالى - لا يفعل القبيح: فقد تقدم بيانه، فثبت أن القرآن كلام الله - سبحانه -، وأنه الموجود بين أظهرنا دون غيره، لا كما ذهبت إليه الباطنية من أنه نور لا ينقسم، والمجبرة من أنه صفة للباريء قديمة.
(الكلام في أن محمداً ÷ نبي مرسل)
  [٢٧]
  وعندنا محمدٌ نبيُّ ... مهذَّبٌ مطهَّرٌ زكيُّ
  إختصَّهُ بذلكَ العليُّ ... وجاءَ منهُ مُعْجِزٌ جَلِيُّ
  يَعْجَزُ عنهُ كلُّ ذِيْ مَقَالِ
  قوله: (عندنا محمد) ÷: لأن اليهود(١)، والنصارى(٢)، والبراهمة(٣)، والصابئين(٤) وهم فرقة تقرب من النصارى، وجميع فرق الكفر خالفونا في
(١) اليهود هم: أمة موسى #، وكتابهم التوراة، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن موسى نبي الله، ولا يقولون بنبوة عيسى #، ومحمد ÷، وقد حكى الله تعالى عنهم وعن أقوالهم وعقائدهم واختلافهم الكثير في القرآن الكريم، وهم يقولون بالتشبيه، وجواز الرؤية، والخروج من النار وغير ذلك من أقوالهم التي رد الله عليهم فيها، وأكذبهم في القرآن الكريم. ولهم فرق كثيرة يجري فيما بينهم اختلاف، فمنهم:
العنانية: نسبوا إلى رجل يقال له عنان بن داود.
والعيسوية: نسبوا إلى أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الإصفهاني، وكان في زمن أبي الدوانيق وابتدأ في =