شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(باب القول في الوعد والوعيد)

صفحة 203 - الجزء 1

  وعَيْلَتِه: الأولى أنه لم يكن قد أنزل إليه آيات التزهيد في أمر الدنيا، وتشبيهها بالهشيم مرة، وباللعب أخرى، وكلا الأمرين زائل لا يبقى، فصار ÷ بذلك أغنى الأغنياء؛ كما روي عن روح الله عيسى (~ وعلى جميع إخوانه من الأنبياء) أنه قال: (أبيت وليس لي شيءٌ، وليس على وجه الأرض أغنى مني).

  ثم قطع سبحانه أباهر الشاكين في تفضيله لنبيئه ÷ واعتراضهم عليه في تفضيله بقوله سبحانه: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ}⁣[البقرة: ١٠٥]، وفي هذا كفاية لمن اكتفى، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}⁣[القصص: ٥٦].

(باب القول في الوعد والوعيد)

  [٢٩]

  وقولُنَا في الوعدِ والوَعِيدِ ... للمؤمنِ الطائعِ والعنيدِ

  وللشقيِّ العرضِ والسعيدِ ... بالمَكْثِ في الدارينِ والتَخْلِيْدِ

  وذاكَ قُولُ اللهِ ذي المَحَالِ

  هذا الكلام في الوعد والوعيد، ولا بد من ذكر حقيقتهما، ليكون ذلك أساساً لما نذهب إليه فيهما.

  (فالوعد): هو الإخبار بوصول النفع أو سببه إلى الغير في المستقبل.

  (والوعيد): نقيضه؛ وهو الإخبار بوصول الضرر الخالص أو سببه إلى الغير في المستقبل.