شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

(الكلام في إمامة أمير المؤمنين #)

صفحة 255 - الجزء 1

  وإنما وصل معاوية - لعنه الله - إلى ما وصل إليه لإقدامه على المحظورات، ولزومه لأمر الدنيا، وإعراضه عن الآخرة، فكل ما أعمل من مكيدة بينه وبينها حد من حدود الله تعداه، أو محظور من أمر الله ارتكبه، وهو # بالضد من ذلك؛ يرى الفرصة التي تأتي بأمر ابن هند من قواعده وبينه وبينها حائل من أمر الله فيدعها لله حتى يسدها عدوّ الله على مهل، فلذلك وصل عدو الله من أمر الدنيا الفانية إلى ما وصل.

[بيان فضيلة التقدم في الإسلام]

  وأمَّا التقدم إلى الإسلام⁣(⁣١): فقد ذكر أهل العلم أن المتقدّم إلى الإسلام من الرجال ثلاثة، علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وزيد بن حارثة، ولم يتمكن أحد من دعوى


(١) الأخبار الدالة على أن علياً # أول من آمن كثيرة شهيرة؛ فمنها:

ما رواه ابن المغازلي الشافعي ص (٢٧) رقم (٢٠) بسنده عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني عن علي # أنه قال: أنا أول من أسلم. ورواه أيضاً رقم (٢١) من طريق أخرى عن سلمة بن كهيل.

ورواه أيضاً محمد بن سليمان الكوفي في المناقب (١/ ٢٧٥) رقم (١٨٨) عن شعبة عن سلمة بن كهيل، ورواه أيضاً النسائي في الخصائص ص ٥ بلقظ: (أنا أول من صلى مع رسول الله ÷.

ومنها: ما رواه محمد بن سلميان الكوفي (١/ ٢٥٩) رقم (١٧١) بسنده عن أنس بن مالك، ورواه أيضاً الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن فضائل العترة الطيبين ص ١٣٢ - طبع عن مركز أهل البيت (ع) للدراسات الإسلامية - عن أنس قال: بعث النبي ÷ يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من سبع طرق عن أنس (١/ ٥٠ - ٥١ - ٥٢)، بعضها بلفظ: (بعث)، وبعضها بلفظ: (استنبئ)، ورواه عن أنس ابن أبي الحديد في شرح النهج (١٣/ ١٥٨) بلفظ: (استنبئ النبي ÷ ... إلخ). =