شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[اتباع العترة شرط في قبول الأعمال ومثال ذلك: الخوارج أصحاب النهر]

صفحة 564 - الجزء 1

[تأكيد وبيان لما تقدم من الجواب]

  [٩٠]

  وإنْ نأوا عَنْ رأينا في الدينِ ... بغيرِ ما علمٍ ولا يقينِ

  فَهُمْ مِنَ المكتوبِ في سجينِ ... لو عَبَدُوا ألفاً مِنْ السنينِ

  هذا كله جواب؛ ووجهه: أن هؤلاء العباد من المشائخ - الذين ذكرتهم - وكانوا أصلاً لما أنت عليه لما رأيت من عبادتهم إن خالفونا معشر أهل البيت، ولم يقولوا بقولنا، ويتبعوا آثارنا، ويدينوا بفضلنا، ويوجبون على أنفسهم مودتنا، (فهم من المكتوب في سجين)، وسجين إسم صحف أهل النار، ولما كان المرقوم فيها يؤديهم إلى السجن الذي هو الضرب المبرح، والسجن الذي هو الحبس الشديد سُميت الكتب سجيناً، وضعف للمبالغة كما يقال: شِرِّيبٌ، وشواهده ظاهرة، وميلنا إلى الإختصار. يقول: فلو عبد المشائخ - الذين ذكرت - (ألفاً من السنين) وذلك لا يدخل الإمكان، وخالفونا أهل البيت لم تغن عنهم عبادتهم من العذاب شيئاً، يقول النبيء ÷: «ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا» وذلك ظاهر، لأن النار موعد أهل الضلال.

[اتباع العترة شرط في قبول الأعمال ومثال ذلك: الخوارج أصحاب النهر]

  [٩١]

  وَيْكَ ألم تعلمْ بأصحابِ النَّهَرْ ... وذِكْرِهِم للهِ أوقات السَّحَرْ

  وَصَبْرِهِمْ للموتِ خوفاً للضررْ ... فَهَلكُوا إذْ خالفوا خيرَ البشرْ

  (ويك): كلمة عربية يبدأ بها المُخَاطِبُ كلامه، وهي في كتاب⁣(⁣١) الله سبحانه وتعالى.


(١) في قوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا =