الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب
  وله ديوان شعر اسمه (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار) وهو تحت الطبع، ولم تضمن هذه الترجمة شيئاً من شعره لشهرته ولأجل الاختصار.
الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب
  تقدم وصف الحال التي يعيشها اليمن قبل قيام الإمام المنصور بالله # وانتصابه للأمر، وكانت الزيدية تعيش حالة انتظار للرجل المؤهل للقيام بالأمر المهم، وتخليص اليمن وأهله ما هو فيه من الفتن، إذا بصوت الإمامة الحيَّة تبدأ تدب في روح الجسد الزيدي ليعود إلى الدفاع عن دين الله، وتجديد شرائع الله، وإقامة الحدود، ونصر المستضعفين، فإذا بالشاب الذي طال ما امتدت إليه الأعناق، وشاع صيته في الآفاق، الذي لم يزل في الثانية والعشرين من عمره وقد حاز علوم الاجتهاد، وحفظ علوم الآباء والأجداد، يقوم بدعاء الناس إلى طاعة الله تعالى وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين، وإظهار كلمة الحق ودفع الفساد، وذلك في سنة (٥٨٣ هـ)، فأجابه أهل الجوفين كافة، فبايعهم (للرضى من آل محمد) لأنه كان طامعاً في قيام الأمير الكبير شمس الدين شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد بل كل الخلق طامعون فيه، وكان الإمام # حريصاً مجتهداً على أن يكون من أنصاره، فهذه هي الدعوة الأولى الخاصة التي قام بها # احتساباً وانتظاراً لقائم الآل.
الإمام والأميرين
  ودارت المكاتبات والرسائل بين الإمام # والأميرين الكبيرين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، ثم نهض الإمام متوجهاً إلى صعدة في مقدار مائة فارس ورجل كثير، فلقيه الأميران في الحقل في جمع كثير من خولان وبني جماعة والأبقور وبني حي وبني مالك وغيرهم، فتحدث معهم الإمام # ووعظهم، وكان الناس ينتظرون قيام الأمير الكبير يحيى، فدارت مراجعة عرض فيها الأمير الكبير على الإمام البيعة فكره ذلك واستعظمه وقال: (إنما أردت حياة الدين وكرهت إهمال الأمة، وأنت العمدة والقدوة، وكبير أهل البيت الشريف، فإن علمت عذراً يخلصك عند الله