[بيان الوجه في الابتداء بذكر من خالف في فضل أهل البيت من المطرفية]
[بيان الوجه في الابتداء بذكر من خالف في فضل أهل البيت من المطرفية]
  وبدأنا بذكر من خالف في ذلك من المطرفية لوجهين:
  أحدهما: أنهم يظهرون التشدد في متابعة أهل البيت $، ويخطّون من خالفهم، وهذا دين الله إن لم ينقض.
  والثاني: أنهم ينكرون على من لم يسمهم بإسم الزيدية، وقد صح لأهل المعرفة بالدين ضرورة أن الزيدية متميزة على سائر الفرق لاعترافها بتفضيل آل محمد - عليه وعليهم أفضل السلام - وأن الله - تعالى - فاضل بين عباده، ولذلك اعتبروا المنصب في الكفاءه.
  ومن قال به من الفقهاء فإنما هو لهم تبع، وإنما نسبنا الخلاف إلى طائفة منهم لوجهين:
  أحدهما: أنَّا لا نقله قولاً لجميعهم وقد قال [تعالى]: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦].
  والثاني: أنَّا استبعدنا أن يكون من له أدنى مسكة(١) من علم يوجب متابعة أهل البيت $ ويخطيء من خالفهم وهو منكر لفضلهم.
  واعلم أن الإستدلال على تفضيل(٢) أهل البيت $ بجميع الأقوال، فلا وجه لإفراد كل فرقة منها بالذكر، وقد بدأنا بتحميد الله الذي يجب الإبتداء به، والإنتهاء إليه، ومدار خير الدنيا والآخرة عليه.
  (حمداً): هو مصدر حمدنا الله حمداً، وقد تقدم تفسيره في أول الرسالة، فلا معنى لتطويل الكلام به.
  ومعنى (أيَّدنا): أعاننا، لا فرق بين التأييد والإعانة.
(١) المسكة بالضم ما يتمسك به.
(٢) نخ (ن): على فضل تفضيل.