شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر وقعة الإمام الشيهد زيد بن علي (ع)]

صفحة 481 - الجزء 1

[مقتله (ع)]

  فلما كان يوم الجمعة كثر في أصحابه الجراح واستبان الفشل ودخل من ضعفت بصيرته المصر بعد أن عقد لمن تأخر عنه # الأمان، فثبت معه # أهل البصائر - رحمة الله عليهم - فما زالوا يساقون الأعداء كوؤس الموت دون إمامهم إلى غسق الظلام، فرجعت الجنود الظالمة إلى مراكزها وانجلت الحرب عن الإمام # جريحاً، وأهم ما كان فيه # سهم وقع على⁣(⁣١) جبينه وهو الذي كانت فيه وفاته ~ من قتيل ما أكرمه على الله، ورحم أصحابه الصابرين من عصابة ما أحبها لله وأنصحها وأعرفها بفضل عترة رسول الله ÷.

  ومن طرائف كلامه # في حال القتال: أنه لَمّا رأى المتسللين من أصحابه الذين لا بصيرة لهم قال: (أحسبهم فعلوها حسينيَّة).

  وفضله # وفضل أتباعه - رحمة الله تعالى عليهم - ظاهر، ولو لم يكن فيه إلاَّ ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى الحسين بن علي: أن أباه علياً # أخبره «أنه يخرج في ذريته رجل إسمه زيد، فيُقتل فلا يبقى في السماء ملك مُقرب، ولا نبي مرسل، إلاَّ تلقى روحه يرفعه أهل كل سماء إلى سماء وقد بلغت، يبعث هو وأصحابه يتخلّلون رقاب الناس يقال: هؤلاء خلف الخلف، ودعاة الحق⁣(⁣٢)» فلو لم يكن غير هذا الخبر لكان فيه كفاية لكل ذي بصيرة.

[بيان وجه ذكر الإمام (ع) لآبائه (ع)]

  ووجه ذكرنا لآبائنا $ وأتباعهم - رحمة الله عليهم - وذكر طرف من أيامهم وقتالهم تبيين فضلهم $ وفضل أتباعهم بإتِّباعهم؛ لأنهم لولا


(١) في (ن): في.

(٢) رواه الإمام أبو طالب في الأمالي (١٠٦)، والإمام الهادي في كتاب معرفة الله ø بلفظ مقارب (٦٠).