شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان أن حال من اعتقد أنه لا فضل لأهل البيت (ع) يكون أسوأ من حال بعض من حاربهم]

صفحة 404 - الجزء 1

  هذا إلزام لمن أنكر فضل أهل البيت $؛ لأنهم صفوة الله من خلقه كما ذكر سبحانه - وتعالى - في كتابه، فمن أنكر فضلهم كان مشاركاً في دمائهم ودماء أشياعهم الذين استشهدوا في محبتهم - رحمهم الله سبحانه وتعالى - وذلك واضح.

  وكشفه؛ أنَّا نقول: إن الأصل في خلاف من خالفهم إنكار فضلهم، بدلالة أنهم لو التزموا فضلهم واعترفوا بحقهم لما حاربوهم.

[بيان أن حال من اعتقد أنه لا فضل لأهل البيت (ع) يكون أسوأ من حال بعض من حاربهم]

  بل من إعتقد أنه لا فضل لأهل البيت $ يكون حاله أسوأ من حال بعض من حاربهم؛ لأن أكثر من حاربهم كان يعتقد فضلهم، وإن لم يظهره إلاَّ لخاصته أو بطانته، ويُظْهِرُ أنه ما حاربهم إلاَّ على الدنيا خيفة أن يمنعوه من حطامها، وبين عوائده من أيامها.

  (وقد روي أن بعض أولاد هارون، الملقب بالرشيد، غاب عنه يوماً فسأله هارون عن غيبته، فقال: كنت عند فلان، وسمَّى له عالماً، أسمع عليه شيئاً من فضائل أبي بكر وعمر، فقال: يا بني وأين أنت عن فضائل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين #

  فقال له ولده: يا أبة وهل له من الفضائل شيءٌ؟

  قال: يا بني وهل الفضائل إلا له ولأولاده.

  قال: يا أبة، فلم حاربتهم؟

  فقال: يابني حاربتهم وقتلتهم على البريد الأعقر وعلى هذا الخاتم - يعني الملك الذي من صار في يده توسع في حياته، وخلّف لعقبه بعد وفاته) ونسي عدوّ الله أن هذه الدنيا كما قال الله - تعالى - في كتابه الكريم: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ