شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر طرف من أمر الإمام الحسين بن القاسم العياني (ع)]

صفحة 401 - الجزء 1

  وسؤالهم، وإعتقاد موالاتهم، وإنما نذكر من ذلك طرفاً يكون كالمنبه لمن أراد الرشاد على طلب هداه، ومعيناً للمستبصر عمَّا سواه.

[ذكر كلام الإمام الحسين بن القاسم (ع) في الإمامة]

  فمن ذلك قوله # في أن الإمامة مقصورة في أهل البيت $ دون غيرهم، في كلام طويل قال فيه بعد أن فرغ بالإستدلال على أنها مقصورة عليهم من جهة العقل: (فمن ها هنا وجب أن تكون الإمامة في أهل بيت معروفين، وبالفضل والشرف مخصوصين، وأمَّا في الكتاب: فقوله فيه سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، وقوله سبحانه لنبيئه ÷: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، فافترض سبحانه مودة ذي القربى من رسوله - صلى الله عليه وعلى آله - فيا أيها الأمة الضالة عن سبيل رشدها، الجاهدة في هلاك أنفسها، أمرتم بمودة آل النبي ÷، أم فرض عليكم مودة تيم وعدي؟!، ومن الذين أذهب الله عنهم الرجس - أهل البيت - وطهرهم تطهيراً إلاَّ الذين أمرتم بمودتهم من ذوي القربى من آل نبيئكم، فهذه؛ بحمد الله، حجج واضحة منيرة لا تطفأ، وشواهد مشهورة لا تخفى، إلاَّ على مكابرٍ عمٍ، أو شيطان غوي، قد كابر عقله، ورفض لبَّه.

  وأمَّا السنة، فهي: ما أجمع عليه من إمامتهم، والباطل ما اختلف فيه من إمامة غيرهم).

  هذا كلامه #، وقد تقدم ما ذكرنا في ذلك من كلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله ÷، وأقوال أولاده الأئمة السابقين $ وتركنا من ذلك الأكثر لعلمنا أن في دون ما أردناه كفاية لمن نظر بعين البصيرة، وإنقاد لحكم الضرورة.