شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الكلام في العقل وماهيته]

صفحة 64 - الجزء 1

  الصُّدُورِ ٤٦}⁣[الحج]، وقوله سبحانه: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ⁣(⁣١)}⁣[المؤمنون: ٦٠]، وقال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}⁣[الرعد] وقوله تعالى: {فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}⁣[الحج: ٥٤]، وقوله تعالى: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ [إِلَى ذِكْرِ اللَّه]}⁣[الزمر: ٢٣] إلى غير ذلك من آيات القرآن الكريم التي تدل كل آية بلفظها ومعناها؛ على أن القلب محل العقل وآلته، كما جعل الله - سبحانه - اللسان آلة الكلام، والعين آلة النظر، فلا يوجد شيء من تلك المنافع إلا في آلته بمجرى العادة منه سبحانه، وإن كان في المقدور أن يجعل تعالى خاصة كل آلة في أختها، فإنما جعل العادة منه تعالى جارية بذلك لما لا يعلمه مفصلاً إلا هو.

[الأدلة من السنة على أن القلب محل العقل]

  ومما يؤيد ذلك من السنة ما روي عن النبي ÷: «إن في الجسد بضعة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب، قالها ثلاثاً»⁣(⁣٢).

  وماروي عنه ÷: «القلوب أوعية وخيرها أوعاها».

  وشفع ذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~: (المرء بأصغريه، بقلبه ولسانه)، وقد أكثر الأنبياء À والأئمة $، وسائر العلماء والحكماء، وصف القلوب بالعقل، واللب، والحجا، والنهى، والبصيرة، والحَجْر، فعلم بذلك أن محله - أعني العقل - القلب، وأنه ما قدمنا من


(١) منكرة (نخ).

(٢) رواه الإمام أبو طالب # في شرح البالغ المدرك بلفظ وروي عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: قال رسول الله ÷: «إن في جسد ابن آدم بضعة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد ألا وهي القلب» وروى نحوه الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ضمن حديث طويل (٢/ ١٥٠)، وروى نحوه أيضاً في مسند الحميدي (٢/ ٤٠٩) رقم (٩١٩)، ومسند أحمد (٤/ ٢٧٤) رقم (١٨٤٣٦).