(يتلوه الكلام في أن الإمامة في أولادهما وأنها مقصورة عليهم)
  إماماً؛ لأنه لا يراد لغير ذلك من الراحة والدَّعَة، وكيف يكون إماماً من نام الضحوات، وسكن إلى اللذات!؟، كلا؛ حتى ينعقد نقع الخميس(١) على جبينه، ويذُب عن المسلمين كما يذُب الليث عن عرينه(٢)، فيصدع ببسالته قلوب المعاندين، ويرأب بشهامته صدع الدين، على منهاج أبي السبطين وولديه - صلى الله وملائكته عليهم وعلى من سار بسيرهم من أولادهم البررة؛ كأبي الحسين زيد بن علي # ومن حذا حذوه من العترة الطاهرة عليهم جميعاً أفضل السلام -.
[الكلام في أن الإمام لا يجب كونه معصوماً]
  وأما الكلام في أن الإمام لا يجب كونه معصوماً: فقد دخل بعض الكلام فيه تحت الكلام في نفي ظهور المعجز على يديه.
  ومما يحرر ذلك أنا نقول: لم قلتم بعصمته؟.
  فإن قالوا: لنعرف المصالح.
  قلنا: المصالح لا تعرف إلا من جهة النبي ÷، كما قدمنا، ولا يجوز أن يعرفنا الإمام مصالح أخر لعلمنا ضرورة من دين النبي ÷ أن شرعه لا ينسخ كما علمنا أنه خاتم الأنبياء.
  فإن قيل: إنَّا نوجب عصمته؛ لأنَّا لو لم نقل بها جوزنا خيانته للمسلمين.
  قلنا: فهذا يوجب العصمة في القضاة وأمراء الإمام، وأحد لم يقل بذلك.
  فإن قيل: إن الإمَام مُغن عن عصمتهم؛ لأنه يثبتهم إذا زاغوا، وليس كذلك هو؛ لأن يده فوق أيدي الكافة فلا تثبت له إلا العصمة.
  قلنا: ما قلتموه لا يوجبها؛ لأن خيانته للأمة لا تخلو إمَّا أن يكون فيما يخصه وأمور الشريعة منه سالمة، أو يكون في أمور الشريعة الطاهرة.
(١) الخميس: هو الجيش لأنه خمس فرق: المقدمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساقة. تمت قاموس.
والنقع: هو الغبار.
(٢) العرين: مأوى الأسد الذي يألفه. تمت قاموس، ومختار صحاح.