شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الذي عند جدوده الأئمة (ع) في هذا المدعي ما ليس له]

صفحة 460 - الجزء 1

  {وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ١١٢}⁣[الأنبياء]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧}⁣[الشعراء].

  ثم بين ما عند جدوده # الذين لا يجوز خلافهم لأحد يريد البقاء على الإسلام، فعقب ذلك بحكمه عندهم $.

[ذكر الذي عند جدوده الأئمة (ع) في هذا المدعي ما ليس له]

  [٣٨]

  أمَّا الذي عِنْدَ جُدُودِي فِيْهِ ... فيَنْزَعُونَ لِسْنَهُ مِنْ فِيهِ

  ويُؤْتِمُونَ جَهْرَةً بَنِيْهِ ... إذْ صارَ حقَّ الغيرِ تَدَّعِيهِ⁣(⁣١)

  لما فرغ من الإلزام المتقدم المعرض بجواب المخالف، إمَّا بالرجوع إلى الحق، أو التمادي في الباطل، ذكر الذي عند أجداده #؛ لأنهم قدوة أهل الإسلام، وسادة الأنام، وصفوة الله - تعالى - من الخاص والعام، وسفينة النجا، وأقمار الدجى، وغاية الأمل بعد الله - تعالى - والرجا، وهم الذابون عن الدين، والمجاهدون للمعادين والمعاندين، فمن إدعى الإمامة لنفسه من غيرهم فقد إعتدى، وفارق أهل الهدى، وحل لقائم آل محمد ÷ قتاله وقتله، ومن حل قتله جازت المثلة به إذا رأى الإمام ذلك صلاحاً، كما فعل الهادي # ذلك في قتلى بني الحارث بن كعب إذ قتلهم في مدينة الهِجَر من نَجرَان، وعلقهم بعراقيبهم في الأشجار، وفعل ذلك إقتداءً بالنبي ÷؛ لأنه لما ظفر بالعُرَنِيين⁣(⁣٢) الذين أخذوا إبل


(١) في (م، ن): يدعيه.

(٢) أخرج الأمير الحسين بن بدر الدين في الشفاء ٣/ ٣٦١، قال: خبر وروي أن أناساً من عُكلٍ وعرينة قدموا المدينة على النبي ÷ وتكلموا بالإسلام فقالوا: يانبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة، فأمر لهم رسول الله ÷ بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة كفروا =