[ذكر الذي عند جدوده الأئمة (ع) في هذا المدعي ما ليس له]
  {وَرَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ١١٢}[الأنبياء]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء].
  ثم بين ما عند جدوده # الذين لا يجوز خلافهم لأحد يريد البقاء على الإسلام، فعقب ذلك بحكمه عندهم $.
[ذكر الذي عند جدوده الأئمة (ع) في هذا المدعي ما ليس له]
  [٣٨]
  أمَّا الذي عِنْدَ جُدُودِي فِيْهِ ... فيَنْزَعُونَ لِسْنَهُ مِنْ فِيهِ
  ويُؤْتِمُونَ جَهْرَةً بَنِيْهِ ... إذْ صارَ حقَّ الغيرِ تَدَّعِيهِ(١)
  لما فرغ من الإلزام المتقدم المعرض بجواب المخالف، إمَّا بالرجوع إلى الحق، أو التمادي في الباطل، ذكر الذي عند أجداده #؛ لأنهم قدوة أهل الإسلام، وسادة الأنام، وصفوة الله - تعالى - من الخاص والعام، وسفينة النجا، وأقمار الدجى، وغاية الأمل بعد الله - تعالى - والرجا، وهم الذابون عن الدين، والمجاهدون للمعادين والمعاندين، فمن إدعى الإمامة لنفسه من غيرهم فقد إعتدى، وفارق أهل الهدى، وحل لقائم آل محمد ÷ قتاله وقتله، ومن حل قتله جازت المثلة به إذا رأى الإمام ذلك صلاحاً، كما فعل الهادي # ذلك في قتلى بني الحارث بن كعب إذ قتلهم في مدينة الهِجَر من نَجرَان، وعلقهم بعراقيبهم في الأشجار، وفعل ذلك إقتداءً بالنبي ÷؛ لأنه لما ظفر بالعُرَنِيين(٢) الذين أخذوا إبل
(١) في (م، ن): يدعيه.
(٢) أخرج الأمير الحسين بن بدر الدين في الشفاء ٣/ ٣٦١، قال: خبر وروي أن أناساً من عُكلٍ وعرينة قدموا المدينة على النبي ÷ وتكلموا بالإسلام فقالوا: يانبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة، فأمر لهم رسول الله ÷ بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة كفروا =