[بيان اتصال علوم أهل البيت (ع) بآبائهم]
[بيان اتصال علوم أهل البيت (ع) بآبائهم]
  (فلم تكن صفقتنا بخاسرة): والصفقة هي البيعة.
  وقد أخبرني والدي(١) - قدس الله روحه - وكبار إخوتي - رحم الله الماضي منهم، وتولى رعاية الباقي - ونحن يومئذٍ أغيلمة صغار نحفظ ما نسمع - بمذهبه ودينه، وأنه الذي
(١) والد الإمام المنصور بالله # هو حمزة الجواد بن سليمان البر التقي بن حمزة المنتجب بن علي المجاهد بن حمزة الأمير القائم بأمر الله بن الإمام النفس الزكية أبي هاشم الحسن بن الشريف الفاضل عبد الرحمن بن يحيى نجم آل الرسول بن عبدالله العالم بن الحسين الحافظ بن الإمام ترجمان الدين القاسم بن إبراهيم الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب À، أمه فاطمة بنت محمد بن عبدالله بن أحمد بن بركات بن أحمد بن القاسم بن محمد، كان جامعاً لخصال الخير من العفة والطهارة والسخاء والعلم وشرف النفس وحسن الخلق، له حفظ في أصول الفقه وبراعة في الشعر والفرائض وعلم الكلام والنحو ويعرف علومها، وكان ممن يشار إليه لنصرة الدين، وجهاد الظالمين، وكان كثير البركة أينما توجه، قال فيه القاضي العلامة جعفر بن أحمد بن عبد السلام: هو رجل فاضل عالم كامل لو دعا إلى القيام بالحق أو إلى الجهاد في سبيل الله لأجبنا دعوته، واعتقدنا إمامته.
وكان أهله وبنو عمومته مجمعين على فضله وورعه، وروي أن حمزة بن سليمان كتب إلى الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد يعرض عليه الدعوة فرجع إليه جوابه: إنا في هذا الأمر على سواء فإن قمت أجبناك، وكان يلقب بالجواد لكرمه، ويحكى أنه لقيه ضيف ولم يكن معه شيء فعمد إلى رداءه فشقه واشترى به للضيف طعاماً، وفيه يقول الإمام المنصور بالله # في كلمة له لما لامته امرأته في سماحته فقال:
فإن أبي أوصى بنيه بخطه ... ولست بناسٍ للوصية من أبي
وباع تراثاً من أبيه لضيفه ... وشق فصول البرد غير مكذب
قال في الحدائق الوردية: ومن ورعه ما أخبرنا به بعض الأخوان كثرهم الله عن الأمام المنصور بالله أنه ضرب في رجله يوم الشرزة فبقي عقيراً فمرت به دواب ما استجاز الركوب على أحدها وفي تلك الحال الرخصة جائزة، قال في المستطاب: مات حمزة بن سليمان في جهة حجة بمَبْيَن وقبره خارج مَبْيَن =